لكل السوريين

الكليو بربع مليون.. البوظة العربية تغرد خارج السرب

حلب/ خالد الحسين

مع حلول فصل الصيف واشتداد درجات الحرارة يلجأ معظم الأهالي وبالأخص الأطفال لشراء البوظة من المحال التجارية والأماكن المخصصة لبيعها ولكن أغلبهم هذا العام تفاجئ بالأسعار المرتفعة للمادة وهي ليست مادة أساسية على موائد الفقراء، لكن ثمة ما هو مستفز ومثير للوقوف عنده مطولاً فقد سجلت أسعار المثلجات في حلب ارتفاعاً كبيراً مع بداية موسم الصيف، حيث وصل سعر كيلو البوظة العربي بالقشطة والمكسرات إلى ما يقارب ربع مليون ليرة، ما أدى إلى تراجع الإقبال بنسبة كبيرة قياساً للموسم الماضي.

ويؤكد “سعد” وهو صاحب معمل لتصنيع البوظة، أن هذا الارتفاع يعود إلى زيادة تكاليف المواد الخام وانقطاع الكهرباء لفترات طويلة، ما اضطرهم كمنتجين لشراء الوقود بالسعر الحر من السوق السوداء أو الاشتراك بالأمبيرات أو تركيب ألواح شمسية، منوها بأن أسعار المثلجات هذا العام ارتفعت بنسبة 50% مقارنة بالعام الماضي، وأنه على الرغم من حاجة الكثيرين لشرائها بشكل يومي إلّا أنها باتت للمقتدرين.

وأردف: إنّ رفع الأسعار ليس من مصلحة الحرفي إلّا أنه مجبر على ذلك، لأن الأرباح موزعة ما بين محل وخدمات وأجرة العمال والكهرباء والمالية التي أصبحت تتقاضى نسبة 8% على الفوترة الإلكترونية.

وعن أسعار البوظة، بيّن سعد أن تكلفة كيلو البوظة تتراوح بين 40 إلى50 ألف ليرة للأنواع المتوسطة الجودة ويباع بحوالي80 ألف ليرة للمستهلك، في حين تباع “كرة البوظة” الواحدة بسعر 3 آلاف ليرة، والكورنيه (البوري) بـ 6 آلاف ليرة، والكاسة بين 8 و9 آلاف ليرة في المفرق.

ويتفاوت سعر البوظة بالقشطة، بحسب نوع القشطة وكميتها، حيث وصل سعر القشطة إلى 50 ألف ليرة بالجملة ليتم تصنيعها كبوظة عربي.

وأضاف: إن أسعار الفستق الحلبي الجيد تجاوزت الـ 300 ألف ليرة، وكل هذا يضاف على التكلفة.

ولفت صاحب “سوبرماركت” في حي الموغامبو بحلب إلى أن سعر البوظة المغلّفة يتراوح حسب نوعها بين 1500 إلى 12000 ليرة للقطعة الواحدة من النوع الفاخر أما “الفرط” فـ”كرة البوظة” السادة من 3 آلاف إلى 6 آلاف ليرة حسب نوعية وجودة المواد الداخلة في صنعها، أما البوظة التي يدخل فيها فواكه مجففة ومكسرات، فتبدأ من 6 آلاف ليرة للكرة الواحدة.

وأوضح مهند صاحب أحد محال بيع المثلجات في شارع هنانو أن سعر الكيلو بالمكسرات نوع إكسترا يبدأ من 150 وحتى 175 ألف ليرة، أما سعر كيلو البوظة العربي بالقشطة والفستق الحلبي فقط، فيبدأ من 180 ألفاً ويزداد كلما كانت كمية الفستق أكبر، أي حسب طلب الزبون، مشيراً إلى أنه من الممكن أن يصل سعر الكيلو إلى 250 ألف ليرة، وأن هذا النوع من البوظة لا يكون إلّا للمقتدرين.

مدير الشؤون الصحية في المدينة، أكد لأحد المواقع المحلية أنهم يراقبون المثلجات المغلفة حسب تاريخ صناعتها الموجود على غلافها وطريقة حفظها وتبريدها بالشروط الصحية.

وعن الأنواع المغشوشة في الأسواق، نوه بأن المثلجات والبوظة الموجودة في الأسواق تراقَب من قبل الدوريات المشتركة بينهم وبين “الصحة” و”التموين” بأخذ عينات عشوائية إلى التحليل لفحصها إن كانت مطابقة للمواصفات الصحية وإجراء اللازم في حال ثبوت أي مخالفة تبين الأنواع المغشوشة إن كان بنسبة الحليب الطازج فيها إن كانت قليلة أو مخلوطة بـ”حليب بودرة”، وهناك حالات يتم فيها وضع “الدسم النباتي”.

وأضاف: إن المراقب يستطيع كشف الكثير من الغش بالنظر واللمس أيضاً، وبذلك يعاقب المخالف وتؤخذ الإجراءات حسب القانون.

لا علاقة لهم بالتسعير

من جانبه، أوضح مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك للموقع ذاته أن البوظة المغلّفة موضوع عليها السعر، وتتم مخالفة أي بائع في حال ورود شكوى سعر زائد، أما البوظة “الفرط” أو العربي فلا علاقة لهم كـ “حماية مستهلك” بالتسعير، لكنهم يلاحقون التاجر الذي ليس لديه بيان تكلفة وفواتير تبين السعر من المعمل.

وأردف علوش: في حال وجود مخالفة أو شكوى من أي مواطن أو تهرّب ضريبي، يتم تنظيم ضبوط وإحالة التاجر إلى القضاء المختص.