لكل السوريين

مواطنون من إدلب: مرتزقة أردوغان وقود لصراعاته، وهم “عديمي المبدأ”

السوري/ إدلب ـ عبّر مواطنون من إدلب عن امتعاضهم الشديد من ارتماء المرتزقة بيد دولة الاحتلال التركي وتنفيذهم لأجندات أردوغان إن كان في ليبيا أو أذربيجان، واصفين إياهم بـ “عديمي المبدأ”.

مع مرور الوقت استخدم الشباب السوري كوقود حرب لتلك الصراعات الدولية خارج سوريا، وتصفية الحسابات على حساب الدم السوري، مستغلين حاجة الشباب للمال، ودفعهم لحروب ما كانت بالحسبان، وآخرها الحرب الليبية والصراع الأذربيجاني الأرميني على إقليم كراباخ، حيث تحول السوري لعصى الجلاد لكل من أراد تأديب الآخر الأمر الذي جعل حالة من الغليان لدى السوريين.

مع بداية عام 2020 بدأت تركيا بتجنيد السوريين في شمال غرب البلاد للزج بهم في الحرب الليبية كمرتزقة، في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل ولا تحقق أي نوع من التقدم للخروج من أزمتهم، وهذه الحروب تخدم أصحاب الفكر السلطوي والتوسعي خارج الحدود.

الأمر الذي ساهم بتشويه صورة السوريين وتحويلهم لمرتزقة مأجورين حيث سقط الكثير منهم قتلى، والأمر لم يقتصر فقط على المعارضة المأجورة.

ومع هدوء الأوضاع في ليبيا والذي أفضى بتفاهم بين حكومة الوفاق وقوات حفتر، اتجهت تركيا للزج بالشباب السوري نحو جبهة أخرى وهذه المرة خارج الحدود الإقليمية، في حرب أيضا لم تكن في الحسبان وفي بداية شهر أيلول قام النظام التركي بتجنيد المقاتلين، لمعسكرات أُعدت بشكل خاص لتأهيلهم والزج بهم في حرب أذربيجان كمرتزقة.

وحولت دولة الاحتلال التركي عفرين المحتلة لمعسكرات لنشر الإرهاب في كافة أصقاع العالم، حيث فتحت باب الانتساب لتلك المعسكرات مقابل مبلغ مغري من المال، ليتم سوقهم فيما بعد إلى مناطق لا يعرف طبيعة أرضها ومن هو العدو، أكثر ما يعرفه المقاتل أن عليه الذهاب فقط.

وللوقوف حول هذه التطورات قمنا بإجراء استطلاع ضمن الشارع الأدلبي، وأخذ عينة من آراء المواطنين وعن سبب حالة الغليان والانزعاج من تلك التصرفات التي تقوم بها تركيا.

المواطن أحمد حامد، قال “للأسف، هؤلاء المرتزقة يقومون بكل ما يريده أردوغان، باعوا شرفهم، باعوا وطنهم، باعوا دماء الشهداء، سيدور الزمان وستنقلب الموازين، وعندها سيعرفون أنه لا مكان لهم في سوريا، ولن يرضى عنهم الشعب، هؤلاء عبيد الدولار، ولا يملكون مبدأ حتى يضحون لأجله، تضحياتهم فقط من أجل الاحتلال التركي”.

والتقى مراسلنا بأحد المرتزقة الذين يستعدون للذهاب إلى أذربيجان للقتال بصفوف الجيش التركي، والذي يدعى مهند، وقال “طلب منا الالتحاق بمعسكر لتجميع المقاتلين، بغية السوق إلى أذربيجان دون الإفصاح عن طبيعة العمل أو أي تفاصيل حول تلك الحرب”.

وأضاف “التحقت بالمعسكر في شمال حلب وكانت الأعداد كبيرة، والكل يسأل  لماذا إلى أذربيجان وسط حالة من الخوف من المجهول، وكان المسؤول عن ذلك المعسكر تركي الجنسية، وعند سؤاله ماذا يحصل في أذربيجان، كان يقول لنا أنتم فقط حرس حدود وقوات دعم للجيش التركي”.

ملازم منشق عن القوات الحكومية بداية الأزمة، رفض ذكر اسمه، فضل الانشقاق عن مرتزقة أردوغان حتى لا يصبح وقود لحرب لا ناقة له فيها ولا جمل يقول “غرر بنا وخدعونا بأننا قوات فصل وسلام، وأن ذهابنا لأذربيجان ليس قتالاً ومعظم المقاتلين لا يعرفون شيئا عن تلك الحرب، وقد انشققنا عن المعسكر وعدنا إلى ديارنا نحن لن نقبل بان نكون عبيدا للنظام التركي”.

الأستاذ نزار وهو من مدينة حماة ويقيم بإدلب، حدثنا هو أيضا عن معاناته بعد التحاق ولده بالمعسكر الخاص بأذربيجان؛ يقول “علمت أن ولدي التحق بصفوف القوات الذاهبة لأذربيجان، فجنّ جنوني وكيف يذهب لحرب لا علاقة لنا بها، فقمت باللحاق به إلى المعسكر، وطلبت منه العودة، نحن لا نريد أن نقاتل نيابة عن أحد واللي فينا مكفينا أما شبعوا استغلال وسفك لدمائنا”.

يذكر أن أعدادا كبيرة من المقاتلين عادوا لديارهم، بعد انشقاقهم عن تلك القوات رافضين الذهاب أو قتال أحد خارج حدودنا، وقد تواردت بعض الأنباء حول مقتل عدد من الشباب السوريين من الذين التحقوا بالحرب بأذربيجان، وقد عرف بعض منهم بحسب مواقع إخبارية وشبكات التواصل الاجتماعي.

ومن بين المرتزقة الذين قتلوا في معارك قره باغ “محمد شعلان من الأتارب بريف حلب، محمد نجار من مارع، كنان فرزات من الرستن بريف حمص الشمالي، ياسر فرزات أيضا من الرستن، وبلال الطيباني من الرستن، وليد الأشتر من الرستن، ومحمد خالد الشحنة ريف إدلب، حسين طلحة من ريف حلب”.

وغيرهم الكثير ممن تواردت اسمائهم، مخلفين ورائهم أطفال ونساء لتزيد من حالة الألم والقهر والفقد، هنا في إدلب نقمة وسخط شعبي سياسة الاتراك وتصرفاتهم، ومن جهة أخرى لا تتوفر لدينا أعداد حقيقية ممن زجت بهم روسيا في الصراع.

تقرير/ عباس إدلبي