لكل السوريين

ثقافات الشعوب تعكس مدى التمسك بالطقوس رغم التطور الزمني، وهذه بعضٌ منها

برغم العالم الحديث الذي نعيش به الآن، مازالت بعض قبائل العالم تحافظ على ثقافتها المميزة وعاداتها الغريبة. تحيا هذه القبائل حياة منعزلة بدون اهتمام بما يجري في العالم من حولهم، وهذا ما ساعدهم في الحفاظ على ثقافتهم الغير معتادة لمدة قرون طويلة بدون تأثير خارجي.

ولكن العالم الخارجي لا يستطيع أن يترك تلك القبائل وشأنها كما تتركه وشأنه، إذ يجد الناس حياة تلك القبائل مثيرة للاهتمام بشكل كبير، وهذا ما ساعدنا على معرفة أسلوب حياتهم.

وسنذكر بعض القبائل التي لا زالت تتمسك وتمارس طقوس حياتها القبلية في القرن الواحد والعشرين الحالي.

قبيلة سنتينيليز

واحدة من المجموعات القلائل من الناس التي لم تتواصل مع العالم الخارجي تقريباً، إذ يقاوم أهل القبيلة أي محاولة من العالم الخارجي للتواصل معهم.

لقد استطاع سكان القبيلة الحفاظ على خصوصيتهم لأنهم يسكنون جزيرة منعزلة بمفردهم، وهي جزيرة سنتينال في مجموعة جزر اندامان في الهند. وقد انتهت جميع محاولات العالم التواصل معهم بمهاجمة أهل الجزيرة السفن التي تقترب منهم بالرماح والأقواس والسهام.

تحترم حكومة الهند خصوصية سكان الجزيرة وحقهم في الدفاع عن أرضهم ومنع أي شخص من التعدي عليها، حتى لو أدى ذلك إلى اصابة المتسللين أو قتلهم.

قبائل يالي

مجموعة قبائل هامة في بابو، اندونيسيا، تعيش هذه القبائل في الجزء الشرقي من سهل باليم في مرتفعات بابو. كلمة يالي لا تصف القبائل أو ثقافتهم، بل فقط تعني سكان الشرق.

مما ساعد هذه القبائل في الحفاظ على خصوصيتها أن أرضهم محاطة بجغرافيا وعرة، لا يمكن الوصول إلى القرى التي يعيشون بها إلا عن طريق المشي لعدة ساعات وسط تضاريس وعرة جداً.

لم تتواصل هذه القبائل مع العالم الخارجي بأي شكل حتى الستينات، ومازالوا يعيشون في قطاع مستقل إلى حد كبير تحت سيطرة حكومة أندونيسيا.

لا يعلم الناس عن قبائل يالي سوا انها قبائل تأكل لحوم البشر. ولكن الحقيقة أن أكل لحوم البشر كان يتم فقط لإخافة القبائل الأخرى. هذه القبائل تعيش على النباتات الطبيعية التي تنمو في المنطقة، وتأكل لحم الخنزير في المناسبات الخاصة فقط. ولكنهم كانوا يهاجمون قبائل الأعداء ويختطفون الرهائن، ثم يأكلون هؤلاء الرهائن في احتفالات خاصة ويقومون بطحن عظامهم مع التراب ونثرها في وديان القبائل المعادية لتخويفهم.

قبائل سورما

تعيش قبائل سورما شمال وادي أومو في إثيوبيا، وتضم قبائل سورما قبيلة سوري وقبيلة مورسي، ومما يجعل قبائل سورما احدى قبائل العالم المثيرة للاهتمام الطريقة الغريبة التي يزينون بها أجسادهم.

تفخر هذه القبائل بتقاليدها وعاداتها المميزة. عندما يصل الصبي إلى سن الزواج عليه تعلم فن المبارزة بالعصا والذي يطلقون عليه ساجيني، والذي يستعمل في القتال أو في المبارزات الاحتفالية.

أما عندما تصل الفتاة إلى سن الزواج فيتم كسر أسنانها السفلية بحجر، ثم يتم فتح الشفة السفلية بموس ووضع طبق خشبي بها، مع تبديل ذلك الطبق بواحد أكبر كل فترة حتى الوصول إلى الحجم المرغوب.

بعد فترة عندما تصل الشفة إلى الحجم المراد يتم وضع طبق من الفخار حولها. وتعتبر نساء هذه القبائل هذه العملية تجميلية تشير إلى جمال ومكانة المرأة، ويزيد مهر الفتاة بالتناسب مع حجم شفتها.

قبائل تشوكشي

قبائل تشوكشي هم السكان الأصليين لشبه جزيرة تشوكشي وسواحل بحر تشوكشي في روسيا، ويعيشون في إقليم تشوكوتكا الذاتي حيث يحافظون على أسلوب حياتهم التقليدي بشكل كبير.

لقد استطاع سكان هذا الإقليم المحافظة على تقاليدهم لنفس السبب الذي استطاعت به معظم قبائل العالم الحفاظ على ثقافتها، أرضهم تطرد الأعداء بشكل طبيعي. يقع إقليم تشوكوتكا على أطراف سيبيريا، والطقس هناك قاس جداً حيث تصل درجة الحرارة في الشتاء إلى -54 درجة، وأعلى درجة حرارة يصل إليها الإقليم في الصيف هي 10 درجات، ولهذا لا تنمو أي نباتات هناك، أرض الإقليم مجرد سهول ثلجية.

يطلق على سكان تشوكشي أفضل الناجين، وذلك لنجاحهم في الحفاظ على أرضهم وثقافتهم برغم جميع محاولات الاتحاد السوفيتي القضاء عليهم.

وكالات