لكل السوريين

تحضيراً للشتاء.. أهالي حمص وحماة يجمعون وسائل تدفئة بديلة عن المازوت

تزامنا مع اقتراب فصل الشتاء البارد في سوريا، تقوم بعض العائلات في حمص وحماة بالبحث عن تأمين أدوات أخرى علها تحميهم من برد شتائهم القادم، خاصة بعد ما عاشوه في السنوات الأخيرة من عدم توزيع مازوت التدفئة المدعوم، وفوضى أسعار الحر منه، وارتفاع أسعار الحطب وغيرها من وسائل التدفئة الحديثة.

أدوات التدفئة الجديدة تلك تركز على جمع أشياء غريبة لم يعتد عليها السوريون من قبل، مثل جمع “الكراتين والجلة” والملابس القديمة، فضلا عن بقايا أغصان الأشجار والقش وأكواز الصنوبر، وسط الأزمات الاقتصادية المتلاحقة التي يعيشونها.

يُجبر الأهالي في فصل الشتاء الماضي على إحراق حذاء قديم في مدفأة الحمام لتسخين الماء حيث لا الكهرباء غير موجودة  ولا حتى المازوت متوفّرا، لذا يستثمر البعض فصل الصيف لجمع بقايا أغصان الأشجار اليابسة الموجودة قرب المنزل، مع بعض الورق و الكرتون والثياب القديمة، بالإضافة إلى القش وأكواز الصنوبر من إحدى حدائق المدينة، تحسبا للشتاء القادم.

كذلك لجأ البعض لجمع روث الأبقار “الجلة” وتجفيفه تحضيراً لفصل الشتاء، وتتميز تلك بسرعة احتراقها وإعطائها للحرارة، واستخدامها في مدفأة الحطب، اضطرت الكثير من العائلات لذلك لعدم قدرتها على جمع الحطب، فضلا عن تراجع الغطاء الحراجي بشكل كبير بعد الحرائق والقطع الجائر له، أما بالنسبة للمازوت فلن تستطيع الـ 50 ليتر الصمود لأسبوع أمام برد جبال مصياف.

في المقابل، شهدت أسعار الحطب ارتفاعا كبيرا حتى قبل أن يبدأ الشتاء، حيث وصل سعر كيلو الحطب لأكثر من 2000 ليرة سورية، بالإضافة لانطلاق بورصة السوق السوداء في بيع المازوت ليسجل اللتر الواحد 13000 ألف ليرة سورية.

فقد وصل سعر طن الحطب “الليمون – السنديان” إلى 3 ملايين و200 ألف ليرة سورية، أما سعر طن حطب الصنوبر فسجّل 3 ملايين و400 ألف، حيث كان سعره قبل شهرين مليون ونصف ليرة سورية.

ارتفعت أسعار الحطب لزيادة الطلب عليه من قبل الأهالي و كذلك أجرة النقل، وستكون الأسعار بمعدل الضعف خلال فصل الشتاء لذلك بدأ الأهالي ممن قرروا الاعتماد على الوسائل البديلة للجمع من فترة جيدة.

في غضون ذلك، يتخوف أهالي محافظة حمص، من عدم حصولهم على مخصصاتهم من مادة مازوت التدفئة هذا العام، ولاسيما أن الكثير منهم لم يحصل على أي لتر مازوت في العام الماضي.

حيث وصل سعر غالون المازوت بسعة 20 لتر حاليا وقبل قدوم فصل الشتاء وموسم البرد يسجل في السوق السوداء أكثر من 300 ألف ليرة سورية، أي أن سعر اللتر يعادل ما يزيد على 15 ألف ليرة سورية.

خطة توزيع العام الماضي كانت مخجلة، لأن نسبة كبيرة من الأُسر لم تستلم مخصصاتها البالغة خمسين لترا إلا بعد انتهاء فصل الشتاء، فيما بقيت 10 بالمئة من الأُسر السورية خارج قدرة الموزّعين، وفق تقارير سابقة.

الحكومة السورية تقوم بتوزيع مازوت التدفئة على دفعتين، وتتكون كل دفعة من 50 لترا من المادة، وهنا يقول المواطنون إن هذه الكمية تكفيهم فقط لمدة 3 أسابيع أو شهر واحد في حال تقنين استهلاك الأسرة للمادة.

على إثر ارتفاع أسعار المازوت المدعوم والحر، بجانب عدم كفاية المخصصات للتدفئة، ما دفع الكثيرون للبحث عن بدائل له هذا العام أيضا على غرار العامين الماضيين، تكون أقل تكلفة وأكثر وفرة.