لكل السوريين

حالتان في العشرة أيام الماضية.. تردي الوضع الاقتصادي يدفع شبابا من دمشق لـ “الانتحار”

دمشق/ روزا الأبيض

مطلع آذار الحالي انتحر الشاب (ح، ش)، من سكان مدينة دمشق، وهو طالب في المرحلة الثانوية، لديه موهبة في الرسم والتصوير الضوئي.

ووصفه أصدقاؤه بأنه مبدع وفنان، محملين الظروف الاقتصادية والاجتماعية في البلد مسؤولية اتخاذ حسين لقرار انتحاره، وتنفيذه يوم 3 من آذار الحالي.

وتداول أصدقاء الشاب رسالة نشرها عبر صفحته في “فيس بوك”، كتب فيها أنه متأسف لأنه سيتسبب بالحزن لأحبائه وأهله بعد رحليه، مضيفًا أن الجميع سيموتون يومًا ما، ولكنه لم يعد قادرًا على تحمل المزيد من الضغوط، واختصر عذاباته ووضع حدًا لها عبر تسريع القدر المحتوم الذي ينتظره في النهاية.

وقال في نهاية رسالته بأنه متأسف على بساطة الكلمات التي كتبها لأنه لم يعد قادرًا على كتابة المزيد.

في 26 من شباط الماضي، ذكرت شبكات محلية في مدينة القامشلي أن فتاة قاصر (17 عامًا) أطلقت على نفسها النار من مسدس حربي في منزلها.

وكتبت في رسالة منسوبة لها، أنها انتحرت لأن الحياة “مو حلوة”.

المعدل طبيعي أم لا

رئيس الطبابة الشرعية في دمشق الطبيب، أيمن الناصر، تحدث لإذاعة “شام إف إم” المحلية، أن معدل حالات الانتحار في سوريا هو أربعة حالات شهريًا.

وأوضح الطبيب المسؤول أن المعدل السنوي يصل إلى 40 حالة وهو معدل طبيعي مقارنة بالسنوات السابقة، موضحًا أن الطرق الأكثر شيوعًا هي الشنق والطلق الناري والتسمم الدوائي.

وأغلب الحالات تكون في نهاية العقد الثاني، من عمر 18 عامًا فأكثر أما الانتحار بطلق ناري غالبًا في العقد الرابع، وحالات التسمم في العقد السادس من العمر.

وأرجع الأسباب إلى انكسار نفسي وعدم تمكن الشخص من تحمل الموقف كالفشل الدراسي أو العاطفي أو فشل مالي قد يصل لمرحلة إنهاء الحياة.

ونفى أن يكون هناك تستر على حالات انتحار.

ويتناقض حديث الناصر مع الأرقام التي وثقتها الطبابة الشرعي لحالات الانتحار في عام 2020، والتي تجاوزت 175 حالة وفي 2019 بلغت 124، وليست 40 (المعدل الطبيعي الذي حدده الطبيب).

الحد من الانتحار

أوصت منظمة الصحة العالمية بطرق لمنع حالات الانتحار في الدول، ومنها وضع القوانين المناسبة لمنع وصول العامة إلى الوسائل التي تمكنهم منه، مشيرة إلى أن القوانين التي منعت تداول المبيدات الحشرية في سريلانكا قللت الانتحار فيها بنسبة 70% خلال عشرة أعوام.

وأوصت المنظمة بالتوعية حول الانتحار في المدرسة والإعلام بشكل مناسب، وإصدار قوانين لتقليل استهلاك الكحول، مع الكشف المبكر عن الأمراض العقلية وعلاجها، وتقديم الدعم النفسي الملائم للمارين بالأزمات النفسية الحادة، وتدريب العمال الصحيين على التقييم والتعامل المناسب مع من يملكون سلوكًا انتحاريًا.

ومع بدايات الأزمة السورية وبعد اتخاذ أطرافها نظام العسكرة ارتفع وبشكل كبير معدل الانتحار في عموم مناطق البلاد، ما جعل الأنباء التي تتحدث عن حالات انتحار أمرا عاديا بين جموع السوريين.