لكل السوريين

أطباء أمراض نفسية يوضحون تأثيرات الألعاب الإلكترونية السلوكية والصحية

اعتبر أطباء أمراض نفسية أن الغزو الهائل الذي غزته الألعاب الإلكترونية للمجتمع السوري جعل الأطفال بشكل كبير يجلسون لساعات أمام شاشات الكمبيوتر الخاصة بهم، منهمكين بها لا يحفلون كثيراً بأي شيء آخر يدور في العالم.

وتقول المهندسة نسرين، وهي من مدينة اللاذقية “غالباً ما يزحف الإدمان ليمتد إلى نفوسهم بعد أن كان في البداية مجرد وسيلة لتمضية الوقت. فالإنترنت يمثل نسبياً تحديّاً جديداً إلى آباء الأطفال والمراهقين”.

ويشير الدكتور نورس إلى تأكيد من منظمة الصحة العالمية على “خطورة هذه الظاهرة العالمية التي باتت تغزو عالمنا المعاصر من خلال تقنياته الحديثة وللمرة الأولى، فقد أدرجت الاضطراب العقلي المترتب على إدمان ألعاب الفيديو الالكترونية، ضمن قوائم الأمراض المعترف بها صحياً، والتي يتوجب رصدها، ويُنصح أن تكون لها عيادات وأطباء ووصفات علاجية. جاء ذلك خلال تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي”.

ويضيف “اعتبرت خلاله الإدمان على ألعاب الفيديو مرضاً ضمن قائمة الأمراض المعترف بها دولياً وشخصت المنظمة هذا المرض، بأنه نمط سلوك مستمر أو مكرر لألعاب الفيديو أو الألعاب الرقمية، سواء أكان عبر الانترنت أو غير متصل بالشبكة العنكبوتية، يتسم لدى من يعاني منه بضعف السيطرة على النفس وعدم القدرة على التوقف عن ممارسة ذلك لساعات طويلة وبكثافة عالية. وعرفت منظمة الصحة العالمية هذا الاضطراب بأنه – سلوك مرتبط بألعاب الفيديو – بحيث تصبح في مركز الاهتمام”.

بينما ذهبت الدكتورة رحاب لتوضيح الأعراض الأخرى “مواصلة اللعب وزيادة الوقت المخصص له رغم ظهور تبعات سلبية، ومن خلال الواقع الذي نعايشه مع أطفالنا – والذي لطالما حذرتنا منه الدراسات الاجتماعية – فقد بات التسليم بالواقع أمراً لا بدّ منه وهو أن الإدمان على التكنولوجيا بشكل عام سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو ألعاب الفيديو، يشكل سلوكاً سلبياً وإدماناً له نتائج وتأثيرات نفسية واجتماعية”.

وتضيف “وجميعنا نلاحظ بالعين المجردة أن الإدمان على هذه الألعاب استطاع أن يعزل أطفالنا عن محيطهم ويقلل تفاعلهم عاطفياً معنا كأهل وكمربين وذلك لأن تمضية الأطفال والمراهقين لساعات طويلة على هذه الألعاب يتسبب في عدم تواصلهم مع عائلاتهم، وتدني تحصيلهم الدراسي، وأن الإدمان قد يبدأ بشيء ولكنه يتفرع لأشياء أخرى؛ نتيجة عدم تقبلنا كأهل لهذا الإدمان وعدم قدرتنا على وضع ضوابط له، مما يؤدي إلى توتر العلاقة بيننا وبين أبنائنا وبالتالي يزيد من تعلقهم في هذه الألعاب”.

وترى الباحثة الاجتماعية ليلى قائلة “يسود العنف في الكلام وانعدام الحوار بين الأهالي وأطفالهم، وعدم قبولهم لأي شخص يقاطعهم أثناء اللعب في حال شتت انتباههم عن اللعب والتصرف معه بطريقة مؤذية”.

وتؤكد الدكتورة لانا قائلة “يمكننا القول بأن تصنيف منظمة الصحة العالمية، الإدمان على ألعاب الفيديو بالمرض لم يأتِ عبثاً، خصوصاً بعد ظهور العديد من الأمراض الناتجة عن قلة النوم والأكل وعنف الأطفال وعدوانيتهم وهو مرض بحد ذاته”.

وتردف “هنا يمكن الإشارة إلى التوصيات والنصائح التي توردها الدراسات الاجتماعية في نتائجها والتي تؤكد على ضرورة التعامل مع هذه الحالات بتعديل السلوك وليس الحرمان أو العقاب وإنما التخفيف من ساعات لعبهم تدريجياً وعمل جدول بين الأهل والطفل على ساعات معينة ومكافأته في حال خفف من اللعب، وإشغال أوقات فراغه بأمور أخرى مسلية غير الألعاب الالكترونية ولكن هذا الحل لن يتم إلا بمرور وقتٍ ليس بالقصير وكذلك بالصبر المطلوب من الأهل مع ضرورة البحث عن ألعاب مسلية لملء أوقات فراغهم”.