لكل السوريين

طالبت بالإفراج عن شقيقها.. فتم فصلها من عملها

السوري/ السويداء – فصلت الحكومة السورية موظفة في محافظة السويداء من عملها بقرار تعسفي، بعد خدمة لمدة ثلاثين عاماً، رغم أنها لا تنتمي لأي حزب سياسي، ولم تشارك بمظاهرات أو احتجاجات، إلّا أنها طالبت بالإفراج عن شقيقها الذي اعتقل خلال مظاهرة سلمية، وفصل من وظيفته أيضاً.

وكانت السيدة “فائزة” قد تقدمت بطلب استقالتها وإحالتها على التقاعد قبل فترة قصيرة، لكنها فوجئت بقرار فصلها وكف يدها، مما حرمها من مصدر رزقها الوحيد، ومن راتبها التقاعدي.

قالت فائزة “انا موظفة بالسورية للتجارة منذ ٣٠ سنة، طوال عمري تقريباً بالحسابات، والمبيعات، ومعتمدة رواتب، تعددت طبيعة عملي، أتحدى الدنيا كلها إذا مددت يدي على المال العام”.

وعن سبب فصلها ذكرت “خرجت أمام مبنى المحافظة لأطالب بإطلاق سراح شقيقي عندما علمت باعتقاله، كنت قلقة على حياته، أو اتهامه بقضايا لم يرتكبها”.

شارك باحتجاجات سلمية.. ففصلوه

وكانت الحكومة قد فصلت موظفاً من أبناء المحافظة بسبب مشاركته باحتجاجات سلمية طالبت بالتغيير.

وتلقى المواطن “ماهر” تبليغاً شفوياً بفصله من وظيفته بمشفى صلخد جنوب السويداء، في الثاني والعشرين من شهر أيلول الماضي، قبل أن يتسلم قرار الفصل منذ بضعة أيام.

وقال ماهر إنه موظف منذ 12 عاماً، ومثبت بمسابقة لوزارة الصحة، ونوه إلى أن القرار صدر من رئاسة مجلس الوزراء إلى مديرية صحة السويداء، لمخاطبة وزارة العدل لإجراء المحاكمة، بتهم “التحريض على الدولة، والمشاركة بالاعتصامات، والمشاركة بالمظاهرات التي حدثت في مدينة السويداء في الآونة الأخيرة”.

وأكد على أنه سيعترض على القرار الذي وصفه بالتعدي الواضح “على الدستور، وعلى الحقوق وعلى المنظومة القضائية كاملة”.

ونشر السيد ماهر صورة لقرار فصله على صفحته الشخصية في الفيس بوك، وكتب إلى جانبها “أنا بغنى عن 20 دولار.. راتب لا يكفي المدخن، لكني لن أسامح من تعدى على حقوقي وعلى الدستور والقانون”.

وأشار إلى أن أحد المغتربين من أبناء المحافظة تواصل معه دون سابق معرفة، وأصر على تقديم راتب له لمدة ستة أشهر، وعبر عن امتنانه لهذا الموقف.

حالات الفصل قديمة.. ومستمرة

تجدر الإشارة إلى أنه تزايدت حالات الفصل التعسفي في محافظة السويداء خلال العام الحالي بعد خروج عدة اعتصامات ومظاهرات سلمية طالبت بتحسين الوضع المعيشي والتغيير السياسي، حيث تم فصل عدة موظفين شاركوا بهذه الاحتجاجات.

كما أن الفصل التعسفي ليس جديدا على موظفي السويداء، ففي شهر نيسان من عام 2014، تم فصل 33 موظفاً من السويداء على خلفية توجهاتهم المعارضة، كما تم فصل عدة موظفين أثناء وجودهم في المعتقلات بحجة غيابهم غير المبرر لمدة تزيد عن 16 يوما عن وظائفهم.

إضافة إلى فصل الآلاف من عملهم بسبب عدم التحاقهم بالخدمة الاحتياطية في الجيش.

تقرير/ لطفي توفيق