لكل السوريين

مبتور القدم ويعمل حلاقا.. قصة ثلاثيني مع الإرادة والصبر

السوري/ الرقة ـ يصمد المواطن عبدو زكريا بوجه الألم الذي لازمه منذ فترة تواجد داعش في المنطقة، فقدمه التي فقدها لم تشكل عائقا كبيرا له حتى يواصل السعي لتأمين سبل حياته ومستلزماتها.

سيطر إرهابيو تنظيم داعش على الرقة في العام 2014، وبعدها بعام فرضوا على الأهالي البقاء ضمن مناطق سيطرتهم، ليستخدموا الأهالي كدروع بشرية بوجه طائرات التحالف الدولي.

حررت قوات سوريا الديمقراطية مدينة الرقة من قبضة داعش، وسبقها تحرير الطبقة، فهاجر عبدو إلى الطبقة، ومكث فيها فترة إلى تم الإعلان عن تحرير الرقة رسميا.

ما إن عاد عبدو البالغ من العمر 32 سنة إلى المدينة، حتى وجدها محررة من الإرهاب، الذي أبى مغادرتها وهي غير مدمرة، فاستمر في التواجد فيها، ودمرت مفخخاته أحياء بأكملها.

التقت صحيفتنا بعبدو زكريا، والذي روى قصته العجيبة لمراسلتنا، فقال “في آخر تواجد التنظيم في المدينة، اضطررت لمغادرة المدينة وذلك لأن الوضع لم يعد يطاق، ذهبت إلى الطبقة”.

ويضيف “بعد عودتي وجدت منزلي شبه مدمر، وبينما أن أتأمله وإذ بلغم أرضي زرعه مرتزقة داعش انفجر بي، وفقدت الوعي، ووجدت نفسي قد استعدت الذاكرة وأنا في مشفى تل أبيض التي كانت محررة من قبل قسد”.

يملك عبدو عائلة مكونة من ثلاثة أطفال وزوجته، ويعمل في مجال الحلاقة الرجالية، منتصرا بذلك على إصابته التي ستلازمه مدى الحياة.

بعيد الإصابة بثلاثة أشهر، فقد عبدو الأمل في أن يصبح قادرا على أن يمارس أي مهنة، حتى مهنة الحلاقة التي أحبها ولازمها منذ زمن ما في حياته، باتت بعيدة المنال عنه، حيث أنها تحتاج للوقوف طوال النهار.

وعن عمله في الحلاقة يقول “أصبت بمرض نفسي بعد الإصابة، سئمت الجلوس في المنزل، تحاملت على إصابتي وقررت العودة للحلاقة، كما وأن المحل يحتاج لرأس مال كبير قياسا بما أملك من مال، لكن البعض من أصدقائي وأقربائي ساعدوني، وعدت وافتتحت محلا للحلاقة الرجالية”.

ويضيف “الآن بت ناسيا إصابتي، فقد كانت كالسم في جسدي، وأدرت أنني انتصرت عليها، ولولا الإرادة والتصميم لما عدت وافتتحت محلا، والحمدلله الآن أملك دخلا جيدا وأؤمن طعام عائلتي، مع أنني لست سعيدا كما يجب إلا أنني أفضل من ذي قبل”.

تقرير/ عبير العلي