لكل السوريين

الأسعار النارية تلتهب بالألبان ومشتاقتها مع رداءة بالنوعية بطرطوس

طرطوس/ أ ـ ن

تعرض اللبن والحليب ومشتقاتهم إلى المزيد من الغلاء وفوضى الأسعار ودون وجود أي رقيب أو ضابطا، ولا أحد يستطيع وضع سعر موحد للإلبان ومشتقاتها، ما بين الأسعار في القطاع الخاص والشركات وبين الأهالي وطلباتهم والبيع المباشر للأهالي بأسعار مزاجية ودون رقيب أو حسيب، وعلى حد قول أحد الأعيان بطرطوس، إن دنيا الأسعار بطرطوس: عصفورية.

السيد عبد الحكيم مساعد مهندس وهو والد لأربعة أطفال قال لنا: يبدو أننا سوف نترحم على الأيام الماضية، ولن نتعب الذاكرة في العودة إلى سنوات مضت، عندما كنا نشتري سطل اللبن سعة 2 كيلوغرام بخمسمئة ليرة، وكانت القشطة تغطي وجه السطل بالكامل، بل يكفي لنعود إلى السنة الماضي عندما كنا نشتري الكيلو بثلاثة آلاف، وقبل أسبوع فقط كانت أسعار اللبن أرخص بألف ليرة للكيلو، وبدأت السلسلة والتصاعد بالأسعار ولا تعرف الى اين ستصل، نحن مهدون دائما كل يوم بأسعار جديدة وبحاجات جديدة للبشر.

السيد راشد وهو صاحب سوبر ماركت في المشبكة بطرطوس أشار الينا بالقول: على وقع التهديدات النووية شبه اليومية للمستهلك المعتر، وبانه سيتم إصدار تسعيرة جديدة للألبان ومشتقاتها، مع أنه لا أحد ينتظر تلك التسعيرات الجديدة، حيث أصبحت القدرة لأي شخص يبيع ويشتري أن يضع السعر الذي يريد، وقد لا يحتاج سوى وضع التسعيرة القديمة أو الجديدة على المادة كي ينجو من تأثير جمعية حماية المستهلك ولا أحد يعرف كيف يحمونه؟ ومن ماذا؟ أو مراقبي التموين إن حضروا، ولا تعلم ماذا يراقبون؟ ولا لماذا يراقبون؟ ولماذا؟ وكيف يتصالحون معنا على التهم التي تلفق لنا من اجل المخالفة او المصالحة؟

السيد أبو أكثم وهو موظف بصفة مراقب في الدائرة الصحية بطرطوس، أخبرنا: أن المشكلة الكبيرة في الألبان ومشتقاتها لم تعد تقتصر على التحريك المستمر للأسعار، وإنما بمظاهر سلبية عديدة، منها أن العبوات التي تباع على أنها كيلو غرام لا تحتوي أكثر من ثمانمائة غرام، وأن السعر يختلف من بائع لآخر وبفرق يصل إلى ألف ليرة بالكيلو على الأقل، والغريب أن المواطن يتواطأ مع هذا الاختلاف وعملية الاحتيال والنصب، مما يسمح للبائع ومندوبي المبيعات والبائعين من مزارع الابقار بالتلاعب بالأسعار وعلى مزاجيتهم ضاربين بعرض الحائط كل شيئ والدخل الصغير للمواطنين، والمسألة الأهم والأخطر أن معظم الألبان التي تباع في أسواق طرطوس وحتى في الأرياف بالأسواق او مباشرة للأهالي، فإنه يتم بيعها بعد سحب الدسم.

السيد ماهر وهو دكتور بيطري بمزارع الدولة بطرطوس أخبرنا قائلا :لقد كان المستهلكون من المواطنين يتأملون ويتوقعون بأن تنخفض أسعار الألبان ومشتقاتها بعد هذا الموسم الغني بالأمطار والأجواء النهارية الدافئة والربيعية التي حولت الأرض إلى مروج خضراء، ومراع شبه مجانية للمواشي والحيوانات الداجنة، لكن المشكلة على ما يبدو أن المربين ومواشيهم قد تعودوا على استخدام الأعلاف الجاهزة التي اشتعلت أسعارها قبل عدة أيام، هذا ما شجع المربين والتجار على اعتماد أسعار جديدة تعوضهم عن الزيادة التي لحقت بتكاليف الأعلاف الجافة كالكسبة والنخالة ومواد تغذية الحيوانات الأخرى، أي ان المواشي واصحابها يتغذون على حساب المواطنين وجيوبهم، فالبضاعة والأعلاف ارتفعت أو زادت أو نقصت كلها مسؤولية المواطن المكره دائما على الاستهلاك والشكوى.

السيدة منار وهي مدرسة وربة منزل من مدينة طرطوس، علقت على ما سبق وأضافت قائلة: لقد تركوا المستهلكين يضربون أخماسا بأسداس دون أن يجدوا من يعوض عليهم فروقات الأسعار التي ترتفع باستمرار للألبان ومشتقاتها وغيرها من السلع الاستهلاكية والتموينية والصحية والطبية والأدوية، وترافق ذلك بتراجع النوعية وأحيانا رداءتها وقلة فوائدها الصحية والغذائية.