لكل السوريين

مخاطر عديدة ناتجة عن الصرف الصحي في الريف الساحلي، فمن يتحمل مسؤوليتها؟!

اللاذقية/ سلاف العلي

لا تكاد شبكة الصرف الصحي في أية قرية أو مزرعة أو تجمع سكاني- إن وجدت- تخلو من التسريب أو الترشيح في أماكن تواجدها لتؤثر على محيطها بالروائح والتلوث البصري والمائي والكارثي على الصحة العامة والبيئة معاً، وهذا يعود إما إلى سوء التنفيذ أو قدم الشبكة وعدم إجراء الصيانة اللازمة وإما إلى القساطل البيتونية المستخدمة والتي كان وما يزال استخدامها شائعاً وهذا بات معروفاً أنها لا تلبي الحاجة وأنها سريعة العطب والتحطم نتيجة أي عامل خارجي والاستخدام والتنفيذ الخاطئين أثناء تمديدها.

ونشاهد في العديد من القرى التسرب لمياه الصرف وبقائها مكشوفة في بعض الأماكن تزكم أنوف السكان وتسبب لهم الأمراض وتكون مرتعاً للبرغش والذباب والحشرات.

ومن القرى التي لم تخدم نهائياً بالصرف الصحي حتى تاريخه، التلازيق والدليبية التابعتان لبلدية الدالية. حيث يعاني الأهالي من عدم وجود شبكة صرف صحي وما زالوا يعتمدون على الجور الفنية ومعروفة مشاكل الجور الفنية.

ويوضح رئيس بلدية الدالية قائلا “هناك إمكانية لتخديم الحارة – الفوقانية- عبر شبكة تتصل بشبكة القصيبية وادي القلع، أما القرية التحتانية فمعظم المنازل تحت الطريق وبالتالي لا يمكن تخديمها لأنه من المفروض إيصال شبكة التخديم بشبكة النواقير وهناك مسافة كبيرة بين المنازل وقرية النواقير وبالتالي المشروع كبير وضخم وفوق إمكانية البلدية وهناك دراسة قديمة للمشروع من قبل الخدمات الفنية”.

ويضيف “وتواجه الدراسة مشكلة فرق الأسعار التي تضاعفت عشرات الأضعاف لذلك من المفروض إجراء دراسة جديدة حسب الأسعار الحالية، لذلك فإن الأهالي ضاقوا ذرعاً من مشاكل الجور الفنية والتصريف السطحي لبعض المنازل وإذ يطلبون ويأملون بحل مشكلتهم والعمل على تخديمهم بشبكة صرف صحي مثلهم مثل القرى المجاورة”.

كذلك قرى بورجيلة وبطموش وهما أيضاً تابعتان خدمياً لبلدية الدالية، لم تخدما نهائياً بأي شبكة صرف صحي ومازال سكانها يستخدمون الجور الفنية كما أكد سكانها معاناتهم من موضوع الجور الفنية والروائح والتسريب وفيضانها أحياناً بالأراضي الزراعية وبين المنازل مشكلة كوارث حقيقية جراء الروائح والأمراض، لكن المهندس رئيس البلدية أكد أن تخديم القرى المذكورة بالصرف الصحي فوق إمكانية البلدية وذلك لطول المسافة وبعدها عن المصبات إذ تحتاج لميزانية مستقلة وعن نسبة المخدم ضمن البلدة بالصرف الصحي قال إن نسبة ٩٥٪ مخدم لكنه قديم ومنه ٦٠ ٪ بحاجة لاستبدال كذلك في قرية معرين بحاجة لشبكة واستبدال لقسم لا بأس به من الشبكة الموجودة.

وبالانتقال إلى بلدية وادي القلع التي تخدم مجموعة قرى معظم سكانها اشتكوا وضاقوا ذرعاً من مشكلة الصرف الصحي ففي قرية فويرسات مجموعة من السكان-الحارة التحتانية, أوضحوا أنهم مازالوا يعتمدون على الجور الفنية وبالتالي هذه معرضة بأي وقت للامتلاء والفيضان ليعمدوا إلى تفريغها من جديد ومعلوم ما تسبب من روائح وأمراض في المحيط وقد بني حوض تجميعي لبقية المنازل المخدومة في القرية تحت النبع في الساقية، ويتم فتحها في أيام المطر الغزيرة لتذهب في الساقية، كذلك في قرية القلع أن مياه الصرف الصحي تتسرب قرب منازله بعض المواطنين، وتفيض بأراضيهم مسببة الأمراض وتعطل استخدام الأرض للزراعة وتسرب الصرف بمجرور يمتد من عين استير حتى الجامع ، كما وقد خرج نبع عين زلحف في القرية من الخدمة وتلوث نتيجة انتشار الجور الفنية فوقه.

أيضا فإن الوضع في قرية المشيرفة ليس أفضل وهي ضمن بلدية وادي القلع ولسكانها معاناتهم إذ أن نسبة تخديمها بالصرف الصحي لا تتجاوز ٥٠ ٪ وحتى المخدم سيئ جداً وتؤثر الجور الفنية للمواطنين على ينابيع عين ساف في فويرسات وعين استير في القلع.

هذا التجمع يخدمه المحور الذي تم تنفيذه ويبدأ من الدالية إلى حريصون محور تجميع الدالية- حريصون لتجتمع مصبات كل هذه القرى عليه لم يدخل الخدمة بعد، ومازالت تصب مجاريهم في السواقي والوديان، تؤكدها مشاهدات الأهالي فالمحور بات بحاجة صيانة في بعض الأماكن لأنه بفعل الزمن أصابه التخريب وتم التجاوز عليه.