لكل السوريين

مزارعو ريف الرقة.. بين سندان الحاجة للتسويق ومطرقة استغلال التجار

الرقة/ صالح إسماعيل

يعاني مزارعو ريف الرقة من صعوبة كبيرة في تسويق محاصيلهم الزراعية وخاصة محصول (القطن، والذرة الصفراء) بسبب استغلال التجار وتدنى أسعارها التي باتت لا تغطي تكاليف الإنتاج.

وتشهد أسعار المحاصيل الزراعية (القطن، الذرة الصفراء) انخفاض كبير بأسعار التسويق الأمر الذي ينعكس سلباً على إمكانيات المزارعين وقدرتهم على الاستمرار بالعمل الزراعي، حيث لا تتجاوز القيمة الشرائية لمحصول القطن لهذا الموسم ٥٠٠ دولار للطن الواحد فيما كانت الجهات المختصة في الإدارة الذاتية قد حددت سعر شراء المحصول ب٨٠٠ دولار للطن، ولا يتجاوز سعر بيع محصول الذرة الصفراء ١٧٠دولار للطن الواحد من قبل تجار السوق السوداء.

المزارع أحمد العبدالله من ريف الرقة الشمالي يقول: أسعار المحاصيل الزراعية في تدنى مستمر نتيجة استغلال التجار لحاجة المزارعين لتسويق محاصيلهم الزراعية لسداد مستحقات الزراعة، وعدم التزام التجار بالتسعيرة الصادرة من الجهات المختصة.

وأضاف العبدالله: بالنسبة لمحصول القطن لهذا العام هناك إقبال ضعيف جدا من قبل التجار وأصحاب المحالج على شراء المحصول الأمر الذي انعكس سلبا على أسعاره حيث انخفض سعر الشراء من ٨٠٠ دولار إلى ٥٠٠ دولار للطن الواحد.

ومن جانبه المزارع أمجد الحسين بين بقوله: اتجهنا لهذا العام لزراعة محصول الذرة الصفراء الاقل تكلفة مع باقي المحاصيل الصيفية (القطن) ولكن في نهاية الموسم متفاجئة بتدني أسعار التسويق وعدم إقبال التجار على شراء المحصول مقارنة الأعوام السابقة، حيث لا يتجاوز سعر شراء المحصول ١٨٠ دولار للطن الواحد وهذا السعر لايغطي تكاليف الإنتاج من بذور وأسمدة وأدوية زراعية، والمزارعين بحاجة ماسة لتسويق محاصيلهم الزراعية للاستمرار بالعمل الزراعي وتأمين مستلزمات الزراعة.

ونوه الحسين بأن المشكلة الكبرى بالنسبة مزارعي محصول الذرة الصفراء تكمن في عملية تجفيف المحصول مع توقف مجفف الذرة الصفراء وعدم صدور اي قرار يخص استقبال المحصول في المجفف وشراءه من قبل الجهات المختصة، حيث يضطر المزارعين إلى تجفيفها على الطرقات العامة والأرصفة وهذا الأمر أدى لخلق مشكلة جديدة وهي أشغال هذه الطرق وخلق أزمة مرورية خانقة والكثير من تكاليف النقل واليد العاملة.

وأشار الحسين بأنه إذا استمر أوضاع الزراعة بهذا الحال لن يتمكن العديد من أصحاب الأراضي الزراعية بالعمل الزراعي كون الأسعار غير مجزية ولا تحقق اي هامش ربح مناسب للمزارعين.

وطالب كل من العبدالله والحسين الجهات المختصة بوضع آلية مناسبة لتسويق المحاصيل الزراعية ومنع استغلال التجار حاجة المزارعين، ووضع خطط زراعية مدروسة للحفاظ على توازن الإنتاج من كافة المحاصيل الزراعية، وتقديم الدعم المناسب للفلاحين للاستمرار بالعمل الزراعي.