لكل السوريين

كوريا الشمالية تلوّح بالحرب على جارتها الجنوبية.. وصراع الفضاء يحتدم بين بيونغ يانغ وواشنطن

نددت كوريا الشمالية بالتدريبات العسكرية المشتركة التي أجرتها سيئول وواشنطن مؤخراً، ووصفتها بـ “العمل الاستفزازي عديم الجدوى الذي لن يؤدي إلّا إلى تسريع تدمير الجنوب”.

وذكرت صحيفة رودونغ شينمون الرئيسية في كوريا الشمالية، أن كوريا الجنوبية تندفع بشكل متهور لشن حرب في شبه الجزيرة الكورية.

وسبق أن قال سفير كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة إن شبه الجزيرة الكورية تقترب من “شفا حرب نووية”.

وأشار في حديثه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى أن الأمر يتطلب من كوريا الشمالية “مواصلة تعزيز قدراتها في الدفاع عن النفس بشكل عاجل”، لأن شبه الجزيرة في “وضع مثير للقلق مع خطر وشيك لاندلاع حرب نووية”.

وتصاعدت حدة التوترات بين الكوريتين بعد إعلان سيئول التعليق الجزئي للاتفاقية العسكرية الموقعة بين البلدين في العام 2018.

وألقت بيونغ يانغ باللوم على كوريا الجنوبية بسبب إلغاء الاتفاقية، وشنت حملة إعلانية شرسة ضد سيئول أكدت فيها أنها ستواجه الانهيار التام إذا قامت بأي عمل عدائي ضدها، وأكدت أن الحرب في شبه الجزيرة الكورية أصبحت مسألة وقت، وليس احتمالاً.

وكانت الاتفاقية تمثل الخط الأخير لمنع الصراع العسكري بين الجارتين، ولكن التطورات الأخيرة بين الكوريتين جعلتها حبراً على ورق.

أزمة متفاقمة

تفاقمت الأزمة بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية بما ينذر بتصاعد التوترات الخطيرة في شبه الجزيرة الكورية ومنطقة المحيط الهادئ التي أصبحت على صفيح ساخن، إثر إطلاق بيونغ يانغ قمر التجسس العسكري الذي بث صوراً للبيت الأبيض ومبنى البنتاغون الأميركي وحاملة طائرات نووية وأخرى لطائرات بريطانية، إضافة إلى مواقع عسكرية في كوريا  الجنوبية ومنشـآت حيوية أخرى.

وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية أن الزعيم كيم جونغ أون اطلع على الصور وأحصى عدد حاملات الطائرات في القاعدة الأميركية، وتلقى تقرير عمليات من مركز بيونغ يانغ للقيادة العامة بإدارة تكنولوجيا الفضاء الجوي الوطنية حول العملية.

وكانت كوريا الشمالية قد أبلغت مجلس الأمن الدولي بأن إطلاق قمرها الاصطناعي لأغراض التجسّس يندرج في إطار الدفاع المشروع عن النفس، رافضة موجة التنديدات التي قادتها الولايات المتحدة.

وقال مندوب كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة إن البلدان الأخرى لا تواجه أيّ قيود على استخدام الأقمار الاصطناعية، مضيفاً أنه لا توجد دولة في العالم “في بيئة أمنية أخطر من كوريا الشمالية” التي تهددها الولايات المتحدة بالسلاح النووي.

تنديد دولي

نددت طوكيو بإطلاق كوريا الشمالية لقمر التجسس الاصطناعي، واعتبرته “انتهاكاً صارخاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”.

وقال رئيس الوزراء الياباني “حتى لو سمّوه قمراً اصطناعياً، فإن إطلاق أي شيء يعتمد على تكنولوجيا الصواريخ الباليستية يعد انتهاكاً واضحاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”.

كما نددت واشنطن بالخطوة، وأفادت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض بأن إطلاق هذا الصاروخ “يشعل التوترات ويزيد من خطورة تقويض استقرار الوضع الأمني في المنطقة وخارجها”.

وبدوره قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في بيان “يدين الأمين العام بشدة إطلاق جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية قمراً اصطناعياً عسكرياً باستخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية”، وأكد أن أي استخدام لتكنولوجيا الصواريخ الباليستية من قبل بيونغ يانغ يتعارض مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وفي ردها على إطلاق القمر الاصطناعي، أعلنت كوريا الجنوبية أنها لن تلتزم بالمناطق العازلة المتفق جارتها الشمالية، وقررت استئناف عمليات المراقبة على طول الحدود بين البلدين.

صراع الفضاء يحتدم

منذ أن تمكّنت كوريا الشمالية من إطلاق قمر التجسس الاصطناعي، بعد محاولتين فاشلتين سابقتين هذا العام، قالت بيونغ يانغ إنها استطاعت مراقبة مواقع رئيسية في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

وأشارت إلى أن وضع القمر الاصطناعي للاستطلاع في المدار يحسّن قدراتها على جمع المعلومات الاستخبارية فوق كوريا الجنوبية، ويوفر لها بيانات مهمة في أي صراع عسكري.

وهددت واشنطن كوريا الشمالية على لسان المتحدثة باسم قيادة الفضاء الأميركية التي قالت  لإذاعة “آسيا الحرة” إن الجيش الأميركي يمكن أن “يقوّض فعالية وفتك القوى المعادية في جميع المجالات”، في إشارة إلى قمرها الاصطناعي.

وقالت وكالة “يونهاب” للأنباء الكورية الجنوبية إن واشنطن وسيئول تعتزمان وضع مبادئ توجيهية مشتركة بشأن استراتيجية للدفاع النووي بحلول منتصف العام المقبل، وإنشاء منظومة متكاملة للتصدي للأسلحة النووية لكوريا الشمالية.

وفي ردها على هذا التهديد، هددت بيونغ يانغ بتدمير أقمار التجسس الأميركية إذا حاولت  واشنطن شنً أي هجوم يستهدف قمرها الاصطناعي، وقالت إنها ستعتبر مثل هذه الخطوة بمثابة “إعلان حرب”.

ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية عن المتحدث باسم وزارة الدفاع قوله إن بيونغ يانغ سترد على أي تدخل أميركي ينتهك حقوق بلاده في الفضاء باتخاذ “إجراءات دفاعاً عن النفس للحد من قدرة أقمار الاستطلاع الأميركية على العمل أو تدميرها”.