لكل السوريين

في إضراب شامل.. دول عربية وإسلامية تتوحد لنصرة غزة

تحت اسم “الإضراب الشامل” تصاعدت الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي للتضامن مع غزة والمطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية الغاشمة على القطاع المحاصر، وانتشرت الحملة في مدن عربية وإسلامية وغربية حول العالم بمشاركات رسمية وفردية.

وحسب منظميها، هدفت الحملة إلى الضغط على الحكومات لتعمل على وقف الحرب على قطاع غزة التي خلّفت عشرات الألاف من القتلى والجرحى، ومئات الألاف من المشردين في العراء دون طعام أو دواء أو مأوى.

وحسب ناشطين وجمعيات مناهضة للاحتلال الإسرائيلي، فإن “شلّ حركة الحياة والعجلة الاقتصادية في كل الدول” هو هدف الإضراب للضغط على حكوماتها ودفعها للوقوف إلى جانب الحقوق الفلسطينية المشروعة.

وبدوره، دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لإضراب يحمل رسالة قوية إلى العالم بأسره، وطالب الأمين العام للاتحاد بالمشاركة الواسعة في الإضراب، مؤكداً أن الأحداث الراهنة في قطاع غزة تستدعي من الجميع التضامن والتكاتف والتجمّع على دعم القضية الفلسطينية ووقف الحرب الظالمة على غزة.

وأكد الدكتور علي القرة داغي أن “الإضراب ليس مجرد وقفة احتجاجية، بل هو أداة فعّالة للضغط السلمي والشرعي على القوى المعنية لوقف الظلم والاضطهاد.

وتجاوبت العديد من الدول حول العالم مع دعوات الإضراب، منها لبنان والأردن ومصر والمغرب وتونس وقطر والعراق وتركيا، ودول أوروبية تمثلت بمشاركات فردية في إضراب بعض النشطاء وأصحاب الشركات الخاصة والمحال التجارية التي أعلنت عن إغلاق أبوابها وتعليق خدماتها تضامناً مع غزة.

شوارع الضفة فارغة

استجابة لدعوة القوى الوطنية والإسلامية، وتنديداً بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والدور الأميركي في هذه الحرب، وتلبية للدعوات التي أطلقها نشطاء من مختلف أنحاء العالم تحت اسم “إضراب من أجل غزة”، للتضامن مع القطاع، عمّ الإضراب الشامل الضفة الغربية المحتلة، استنكاراً لاستمرار العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، وللمجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال من خلال قصفها للمستشفيات ومراكز الإيواء ومنازل المواطنين الآمنين.

وشاركت قطاعات التجارة والتعليم والمواصلات والسياحة في الضفة المحتلة بالإضراب، وقال بعض المشاركين فيه “إن الإضراب يأتي رداً على استمرار الحرب وتواصل الدعم الغربي لإسرائيل”.

كما أعلنت نقابات وبنوك ومدارس ووزارات وفصائل فلسطينية، في بيانات منفصلة انضمامها للإضراب العام في الضفة الغربية.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” إن الإضراب الذي دعت إليه القوى الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية شلّ كل مناحي الحياة، وأُغلقت الجامعات والبنوك والمصارف والمحلات التجارية أبوابها، وسط دعوات شعبية إلى الاستمرار في فعاليات المواجهة مع الاحتلال في كل المناطق والشوارع والميادين.

كما شهدت المواصلات العامة إضراباً شاملاً في جميع الخطوط، وبدت شوارع الضفة المحتلة شبه فارغة.

تفاعل واسع مع الإضراب

شاركت العديد من القطاعات الخاصة الأردنية في الإضراب العالمي، وخاصة في العاصمة عمّان ومحافظة إربد، حيث أغلقت أعداد كبيرة من المحال التجارية أبوابها، وعلّقت لافتات تشير إلى إضرابها من أجل قطاع غزة.

وأظهر التراجع الملحوظ في حركة السير وفي أعداد الطلبة المتوجهين إلى مدارسهم، مستوى التجاوب مع الإضراب، فيما تصدر وسم “الإضراب الشامل” قائمة الوسوم الأكثر تداولاً على منصة “إكس” بالأردن.

وفي لبنان أعلن مجلس الوزراء اللبناني إقفال كافة الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات في البلاد، “تضامناً مع غزة والشعب الفلسطيني، والقرى الجنوبية اللبنانية”.

وأعلنت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية في بيان “إقفال دوائرها في لبنان والبعثات اللبنانية في الخارج، التزاماً بمذكرة رئيس مجلس الوزراء، ودعت العالم إلى “وقفة ضمير بوجه جريمة الإبادة الجماعية الممنهجة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الصامد تحت الحصار والاحتلال الاسرائيلي في غزة والضفة الغربية”.

كما أعلنت نقابة المهندسين اللبنانية إقفال أبوابها في مركز بيروت الرئيسي ومراكزها الفرعية في المناطق الأخرى، تضامناً مع الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة وقطاع غزة الصامد بوجه العدوان الصهيوني الوحشي.

وتفاعل الشعب المصري بقوة مع الإضراب الشامل تضامناً مع غزة والشعب الفلسطيني، وانتشرت صور عبر منصات ومواقع التواصل الاجتماعي تظهر المتاجر المغلقة والشوارع الخالية من السيارات والمواطنين.

وفي تركيا، أعلنت العديد من المؤسسات والشركات، والجاليات والمؤسسات العربية التزامها بالإضراب الشامل تضامناً مع غزة، كما أغلقت عدة مطاعم أبوابها التزاماً بالإضراب.