لكل السوريين

بأجواء اجتماعية ترفيهية.. افتتاح مقهى للمسنين بحي باب المقام في حلب

حلب/ خالد الحسين

بمشاركة فعالة من المجتمع المحلي وتعاون أهالي حي باب المقام في حلب افتتح مقهى للمسنين وسط الحي ليجمع في سهراته وأمسياته بين أنغام العود العربي ومذاق الشاي الحلبي العتيق.

وبأجواء اجتماعية ترفيهية تضمنت الفقرات الغنائية والحوارات الشعبية اجتمع عدد كبير من المسنين لحضور افتتاح مقهى” باب المقام ” في حلب القديمة و أنجز هذا المشروع الخيري الاجتماعي بمبادرة من الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية و بالتشاركية مع أبناء المجتمع المحلي في” حي باب المقام “في حلب القديمة للخروج من الإطار الرسمي إلى الجو العائلي القائم على الثقة والاحترام المتبادل لوجهات النظر .

ويهدف افتتاح المقهى بحسب مختار حي باب المقام المشرف على إدارة المقهى العناية بالمسنين إضافة إلى لم الشمل في أجواء المحبة والفرح لأهالي الحي ليؤكد بأن باب المقهى مفتوح على مدار العام أمام جميع المواطنين المسنين من الساعة 9 صباحا حتى الساعة 6 مساء وأن قوانينه تقوم على التشاور والتحاور والاطلاع على الهموم والمشكلات التي تعترض أهالي الحي والاهتمام بها وايصالها إن أمكن إلى الجهات المعنية ومراجعة القطاعات الخدمية المختصة فضلا عن الترفيه والتسلية وإدخال السعادة على قلب كل مسن من أبناء الحي.

والمقهى عبارة عن دار عربي تتوسطه شجرة ليمون كبيرة لذلك عرف في حي باب المقام باسم ( بيت الليمونة ) ويضم جناح للتراثيات والنحاسيات ،جناح للمكتبة ، مع وسائل الترفيه اللازمة مثل “الشطرنج و طاولة الزهر و الدومينو و ورق الشدة و المنقلة” ، وتقديم البرامج الفنية كثيرة وحفلات للترفيه والتسلية ليصار بأن يحمل بين طياته دفء الأسرة الواحدة والفائدة والمتعة والتسلية .

ومن أبرز أسباب إطلاق مبادرة افتتاح المقهى وفقا لمشرف مبادرات متطوعين المسؤول في الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية مركز المعادي المجتمعي ، يعود إلى اقتراح أهالي حي باب المقام بأن يكون لديهم مكان خاص ” مقهى للمسنين ” كبار السن ” ( مقعد ) باللهجة المحلية لقضاء أوقات الفراغ ، وعقد مجالس صلح ، وحل مشاكلهم وهمومهم الاجتماعية والخدمية ، والتشاور والتحاور إضافة للترفيه والترويح عن النفس .

وبين بأنه بناء على اقتراحهم هذا انطلقت الفكرة فقامت الجمعية بتأمين المكان دار عربي تبرع بها أحد أهالي حي باب المقام دون أي مقابل ، في البدء قام متطوعين من المجتمع المحلي بأعمال الترميم والإصلاحات اللازمة للدار بعد أن تم تأمين الجمعية مواد البناء وكل ما يلزم لتأهيل وترميم الدار لتكون مناسبة كمقهى وبشكل عام قدمت الجمعية إضافة لمواد البناء الأثاث من كراسي وطاولات ورفوف خشب للمكتبة وكافة المستلزمات الأساسية لتأسيس مقهى ثقافي اجتماعي .

ولفت راجي إلى أن المقهى يتضمن قسم مكتبي للقراءة والثقافة، ركن للذكريات القديمة ، ركن لتقديم المشروبات الساخنة مجانا , ويتسع لأكثر من 60 مسنا والمبنى تم تحويله من دار عربي قديمة إلى مقهى للمسنين .

وعن الخدمات التي تقدمها الجمعية أضاف بأن الجمعية مختصة بالدعم النفسي الاجتماعي، تقدم الخدمات الكثيرة منها التعليم،  حماية الطفولة ، وتعنى بملفات كثيرة ومنها ( العنف المجتمعي ، ذوي الإعاقة ، والمسنين ) فضلا عن إقامة المبادرات المجتمعية إذ قامت هذا العام ب 8 مبادرات ولديها خمس مراكز مجتمعية ضمن حلب تتوزع في أحياء (المعادي، الأشرفية، الشعار ، مسكنة و عبطين ) ويتضمن كل مركز 65 فرد ما بين إداريين و متطوعين وكوادر تعليمية ، تم تأسيسها في عام 2009 .

ووفقا لأحد المشاركين من المجتمع المحلي منذ 2008 فكرة تأسيس مقهى للمسنين لطالما راودتهم ولكن عدم وجود الإمكانات أسهمت في تأخر تنفيذها ، وبذلك تحققت في وقتنا الحالي في حي باب المقام بتأمين مكان يجتمع فيه كبار السن لحل المشكلات وتقريب وجهات النظر ، موضحا بأن الجمعية السورية نفذت هذه الفكرة بالتنسيق مع المجتمع المحلي عبر تأمين المكان ، ليكون نافذة للفرح ومتنفس لسعادة المسنين اذ يتضمن ألعاب للتسلية مثل “أوراق الشدة وطاولة الزهر ، حجر دومينو ، والشطرنج ، مكتبة للمطالعة ، والأهم من كل ما قيل أنه سيكون مركز لمعالجة ومناقشة هموم الحي ، إذ سيكون المختار وسيط بين أهالي الحي يستمع للمشكلات وينقلها الى أصحاب الشأن فضلا عن إصلاح ذات البين بين المتخاصمين وخصوصا ما بين الأزواج والعائلات وهذا الجانب يقوم بمعالجته كبار السن من أهل الحي كون يحظون لدى أهالي الحي بقدر كبير من الاحترام.

واختار الحاج أبو سعيد أن يزور المقهى كونه يذكره بنسيم  أحياء حلب القديمة و التراث الفني الأصيل موضحا أن المقهى ولد لديه شعور جميل عاد به الى الزمن القديم إلى أيام جميلة مليئة بالمحبة والألفة واصفا إياها بأنها مبادرة تقدمية جيدة مهمه ، ووفقا لوجهة نظره الشخصية تشعر الإنسان بأنه فعلا ضمن مجتمع راق يقدر المسن ويحترمه .

وبين الحاج أبو مزهر من زوار المقهى بأن افتتاح المقهى يبعث على والسرور والسعادة إذ أنه شكل متنفسا للناس ، فأكثر ما يحتاجه المواطنين في حي باب المقام اليوم أن يجدوا من يستمع لهم ومشكلاتهم ، من يفض الخلافات ما بين المتخاصمين، ، بحاجة لأن تعود الألفة والمحبة التي افتقدها المجتمع ، وعلى ما أظن أن افتتاح المقهى سيحقق ذلك.

وتمنت السيدة فوزية الاستمرارية لهذا المقهى كونه حسب رأيها مبادرة رائعة جدا من الجمعية تحمل بين طياتها الأمل والإشراق بأن الغد يحمل الأفضل.

و أعرب أحد المتطوعين في الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية في مركز المعادي ، وعضو في الجمعية السورية للعمى الذي شارك في إحياء حفل افتتاح المقهى بأن مبادرة مقهى المسنين جدا قيمة ، مركز المعادي كان له الريادة والسبق بالاشتراك مع المجتمع المحلي ومخاتير الأحياء الموجودين في المعادي ، وتعد مساهمة كتير إيجابية وبناءة وخاصة سيكون مكان آمن لكبار السن يستطيعون من خلاله ممارسة نشاطاتهم اليومية بشكل آمن وجيد.

وأوضح الفنان مكاراتي بأن فرقة المعري الفنية تأسست عام/ 2011 / مكونة من/ 11 / فردا جميعهم من المكفوفين ومنذ تأسيسها شاركت بإحياء العديد من الأمسيات والفعاليات الفنية ضمن جمعية الوقاية من العمى والمشاركة مع الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية في محافظة حلب وإرسالها مختصة بتقديم التراث الحلبي الأصيل بالإضافة إلى الطرب العربي.

ويؤكد الفنان هاني حبو عضو في فرقة المعري الفنية مغني منذ 25 عاما، على أن المبادرة لفتة كريمة من الجمعية تشير إلى أهمية الترابط والتعاضد الاجتماعي مبينا بأنه يشارك اليوم في حفل الافتتاح بغناء عدد من الوصلات الطربية من التراث الحلبي والعربي الأصيل.