لكل السوريين

سرقة أبراج وكوابل الكهرباء مباحة في قرى ريف جبلة

تقرير/ سلاف العلي

تفاقمت السرقات والتعديات على الشبكة الكهربائية في قرى ريف جبلة بمحافظة اللاذقية، ولم تعد تقتصر على الأكبال وساعات الكهرباء والمحولات والديناموات، فحتى الأبراج الهوائية لم تعد تسلم من السرقات، فالخسائر تقدر بمئات الملايين، والأخطار تواجه منظومة الكهرباء بشكل كامل في قرى ريف جبلة، بعد أن انتشرت السرقات في الآونة الأخيرة

السيد المهندس أكثم وهو من قرية عين الدلبة في ريف جبلة أخبرنا: بإمكانكم رصد الواقع في العشرات من هذه القرى، على مسافة تمتد لعدة كيلو مترات، في ريف جبلة الغربي، فالمعلومات والأخبار منتشرة بين الناس عن تعديات كبيرة سابقة طالت خطوط الكهرباء في العشرات من القرى، ورؤية الأمور بالعين المجرة ستخبركم عن هذا الواقع المأساوي، هنالك أبراج حديد منهارة وأخرى مفككة، وأكبال التوتر بمئات الأمتار اختفت من المكان.

أعلمنا السيد عمران وهو مدرس متقاعد وقال: كان يوجد أكبال التوتر تغذي آبار القرى بين قرية كفر دبيل وقرية البودي وقرية جرماتي، تعرضت في الأشهر القليلة الماضية لعمليات سرقة ممنهجة، كان لها آثار سلبية على تغذية الآبار في المنطقة بالتيار الكهربائي، وطالت جميع الأسلاك والأبراج الهوائية، وإن خط كهرباء نهر السن تم سرقة قرابة 40 كيلو متر من الأكبال الواصلة إلى تلك القرى، خلال هذا العام، بعد خروجه عن الخدمة نتيجة انهيار الأبراج في الشتاء الماضي.

السيدة المهندسة كوثر وهي مهندسة مدنية قال لنا: نتيجة العواصف والرياح القوية والأمطار القوية في الشتاء المتأخر فقد حدثت أعطال كثيرة في خطوط الكهرباء وانقطعت خطوط كثيرة خاصة في ريف جبلة البعيد، وخاصة هنا في ريف بشراغي فقد اقطعت الكهرباء عن العديد من القرى المتواجدة هنا، وباتت القرى هنا تعتمد على الخط البديل القادم من القرداحة في ريف محافظة اللاذقية، وبتنا تحت التهديد فلو حدث له أي عطل طارئ، فإن جميع قرى هذه الريف ستصبح بلا كهرباء إلى حين إصلاحه، ورغم ذلك قاموا بالسرقات دون أي احترام لأي قيمية إنسانية أو دينية قد تسببوا بتعميم الظلام والعطش على أهالي القرى.

إضافة السيدة ماجدة وهي مدرسة في قرية بنجاور وقالت: لم يخلص من شر الحرامية ولصوص الكهرباء كابل الاتصالات العسكري الممدد تحت الأرض، والمغذي لكتيبة الرادار في ريف اللاذقية الشمالي، فقد طالته التعديات، بعدما نبش اللصوص الكابل من تحت الأرض، وعملوا على تقطيعه وتخريبه.

السيدة حسنا وهي مدرسة في ثانوية قرية عين شقاق قالت لنا: في معظم الأحيان في فصل الشتاء القاسي والبرد والثلوج والامطار بغزارة في الريف العيد، لا تجرؤ الجهات الأمنية والمعنية على الوصول الى هنالك، لكشف حجم التعديات على خطوط الكهرباء، حيث تشير معلومات متداولة إلى وقوف عصابات منظمة وراء هذه التعديات، عصابات منظمة لسرقة خطوط الكهرباء، ولا تتوانى هذه العصابات عن استخدام السلاح في حال توجهت دوريات او حتى ورشات تقييم أضرار إلى تلك القرى، وتنقسم مهام العصابات، بين أفراد للمراقبة، وآخرين متخصصين بقطع الأكبال، ثم تذويبها واستخلاص النحاس منها، ومن بعد ذلك، بيع النحاس لأشخاص محددين، يحتكرون هذه التجارة غير المشروعة، والملفت، أن أولئك المعتمدين، يبيعون النحاس حصرا إلى مندوبين محميين، يحتكرون عملية شراء النحاس، وبالتالي نحن أمام مشكلة مركبة، تبدأ بانتشار عصابات لا رادع لها، وتنتهي عند جهة مدعومة تغذي هذه التجارة، وتحتكرها.

السيد طلعت وهو مهندس كهربائي أضاف وكونه مطلع على حقائق الأمور أكد وقال أعرف واقع الكهرباء في ريف جبلة وقراها، حيث أن البنية التحتية لمنظومة الكهرباء تواجه خطرا حقيقيا، مع استمرار التعديات على الشبكة، وحذر من مخاطر تطور السرقات لتطال الأبراج الهوائية، التي تعد ناقلة للمحطات، وتستخدم للتغذية الرئيسية أو للتغذية الفرعية، لافتا إلى أن حجم الخسائر خلال السنة الماضية يقدر بمئات الملايين، فالبنية التحتية في خطر، كما أشار إلى أن اللصوص المعروفين لأهالي القرى  وللجهات المعنية على حد سواء، ينفذون تعديات على منظومة متكاملة، فمحطة بيت ياشوط، تأخذ أبراج تغذية من محطة راس العين الرئيسية، ومنها مخارج على شكل أبراج لتغذية المحولات التي تغذي السكان والمنشآت، فكيف حدثت العديدات وكيف سرقت الاكبال والابراج.

السيد أبو هاني وهو مدرس متقاعد أضاف قائلا: إن الدولة اليوم موجودة شكليا وبدون فاعلية تذكر الا بحالات نادرة وخاصة في الأجواء العاصفة والقاسية، لا أحد لديه حيل للحركة، لا بد أن يأخذوا هذه القضية على محمل الجد، فنحن أمام سرقة كبيرة للمال العام، قد تجعلنا نترحم على بعض ساعات الكهرباء التي تصلنا يوميا، كل ذلك، والضرر الكبير الذي يطال عموم المواطنين من هذه التعديات، لا بد من البحث عن حلول واقعية له.