لكل السوريين

عندما تتقاطع المصالح..

من أهم ما قام به الاستبداد، أنه انتهج أساليب متعددة في تحطيم الشخصية الفردية. بحيث أصبحت بنيتنا الداخلية تقوم على مقولة لا نستطيع، القيادة الحكيمة فقط هي التي تستطيع وعلينا نحنا الانكفاء خلفها، أنت لا تفهم شيء، وحدها القيادة الحكيمة تعرف كل شيء وهي التي باستطاعتها أن تختار الزمن المناسب، أصلا هي أدرى بمصالحنا أكثر منّا، الخير كل الخير، إن وجد، هو من فعل القيادة الحكيمة وليس من فعلنا.

فنحن نكون خيّرين وحكماء بقدر ما نسير خلف القيادة الحكيمة، كل الشرور التي حولنا هي من تدبير مؤامرة خارجية يتم تنفيذها على أيدي أصحاب النفوس الضعيفة التي تمتلئ بهم السجون من أقصى الشيوعيين إلى أقصى الجهاديين استأصل منا منذ طفولتنا جميع مَلَكات المبادرة، وجميع ما يمت إلى النزوع القيادي، لدرجة أن مفردة قيادة وقيادي لا يجوز قولها إلا بمواضيع تتعلق بالقيادة العليا الحكيمة.

علّمنا الاستبداد، ودربنا، وأهلنا، على إمكانية واحدة “دبر راسك” الآن نجد الآثار المدمرة لهذا النهج الاستبدادي. فجميع السوريين، إلا قليلاً، ينظرون إلى أنفسهم على أنهم عاجزين عن فعل شيء، وأن كل ما يمكن أن يحصل لهم متروك للدول، وأن النظام لا يسمح نجد كيف يكتفي الجميع بالشكوى والنواح والنحيب، يقومون بما تعلموا عليه، أي مخاطبة غرفة الشكاوى أو ديوان المظالم.

فهؤلاء يستجدون إيران وغيرهم يستجدي تركيا، الأغلب لا يفعل شيئاً أفضل مما تفعله الجدات. أعتقد أنه يترتب على كل واحد منا أن يقوم بتمارين ثقة يومية تجعله يستعيد اعتزازه بنفسه على أنه مبدع خلاق وصاحب مبادرات، أن يتعلم معنى العيش المشترك، ولا يسقط عند أول اختبار أو يتهاوى.. أو يبتلع ما رمي له من طعم وبالتالي يكون أداة حادة مسلطة على رقاب أهله.. كما يفعل آخرون من خلال تأجيج الفتنة والضخ الإعلامي الكاذب.

علينا أن نعي جيدا أن الاستبداد ومن يتقاطعون معه في المصالح، كتركيا وإيران هم من يفتعل الصراعات ويقوم بالقتل والاغتيالات، وعيك هو حصانة لمجتمعك إيها الإنسان، لذا عليك أن تعلم وتتعلم أن الإنسان هو القوة. أن قوة الإنسان تفوق أي قوة أخرى. كل ما عليه فعله حتى يستعيد قوته أن يحرر روحه من أي تبعية: تبعية اجتماعية أو سياسية أو دينية أو طائفية، وأن يتحلى بالشجاعة بالإقدام على أي شيء لا ينوبه منه رضى السلطات أو الدول التي تستعمله، أن يشعر بأنه يمتلئ شجاعة وإحساس بالقدرة على تحطيم جميع الجدران التي تحبسه داخلها حتى يتحرر منها ويصبح إنساناً قادراً. على العطاء.. على المحبة والسلام.. فأنك تستطيع.

دحام السطام