لكل السوريين

بين ماء عين الفيجة الملوثة، ومياه العبوات المعدنية غالية الثمن.. يحتار سكان العاصمة من أين يشربون

السوري/ دمشق ـ تشهد أحياء عدة في العاصمة دمشق انعداما لوجود مياه صالحة للشرب بسبب انخفاض منسوب مياه نبع عين الفيجة الذي يعد المروي الأساسي لعديد أحياء العاصمة.

ومع نقص المنسوب عمدت مديرية المياه في العاصمة لإجراء تقنين على أحياء في العاصمة، ما أدى إلى امتعاض عدد من الأهالي، حيث اشتكوا أيضا من تلوث المياه التي تصل لمنازلهم.

ويضطر المواطنون، بحسب أحمد حمادة، مواطن من ريف دمشق، إلى شراء عبوات مياه معدنية، ما يزيد عليهم المصاريف، وفي حال لم يشتروها فإن أطفالهم سيصابون بأمراض، حيث أن المياه ملوثة.

وتحتاج الأسرة الواحدة لجالون يسع 20 ليتر يوميا، ويبلغ سعر الجالون عند الباعة الجوالون حوالي 500 ليرة، أي أن الأسرة تحتاج لمعدل 15 ألف ليرة شهريا فقط لمياه العبوات.

ويبلغ سعر علبة المياه ذات الليتر الوحد حوالي 600 ليرة، في حين أن سعرها الرسمي لا يتجاوز حاجز الـ 190 ليرة بحسب ما أفادت به إذاعة محلية.

وفي الوقت ذاته؛ يتخوف أبو خالد من أن تكون المياه التي يشتريها في عبوات معدنية قد تم غشه بها، وأبو خالد بحسب ما قال لمراسلنا كان تاجر مياه معدنية، ويعرف العبوة التي تحتوي على مياه مغشوشة.

في المقابل تنعدم الخيارات والبدائل أمام عائلات كثيرة لا تستطيع شراء المياه من الباعة، فمبلغ 15 ألف ليرة شهرياً بالرغم من قيمته الصغيرة إلّا أنّه يُساوي قيمة كبيرة عند الكثير من العائلات التي تُفضّل شراء الغذاء على المياه بسبب اتساع دائرة الفقر بحسب ما قالت لـ “اقتصاد”، “أم غيث”، التي تقطن في ريف دمشق الغربي، مؤكدةً بأنّ ارتدادات ظروف الحرب المستمرة لا سيّما الاقتصادية منها دفعت الناس إلى عدم التفكير بالمخاطر الناتجة عن استخدام مياه شرب غر صالحة.

ومن أبرز مخاطر استخدام مياه الشرب الملوثة، الإصابة بالتسمم أو السحايا أو اليرقان أو التيفوئيد أو الكوليرا والأخطر الإصابة بالسرطانات التي لا تظهر بشكل مباشر على المصاب بحسب ما أكّدته لـ  الطبيبة الصيدلانية “ن – أ”، التي تعمل في صيدلية وسط العاصمة.

أمّا المؤسسة العامّة لمياه الشرب والصرف الصحي فتقول للرأي العام بأن عكارة المياه ظاهرة طبيعية ناتجة عن فيضان نبع الفيجة مؤكدةً أنّها لا تؤثر على الصحة العامة، ضاربةً بعرض الحائط كافة المخاطر الناتجة عن ذلك.

تقرير/ سعد ناصر