لكل السوريين

يوم الحرية العالمي.. وشفيق

لطفي توفيق

يوم أمس..

كان يوم الحرية العالمي..

وكان ذكرى هدم جدار برلين.

وجدار برلين لمن لا يعرفه.. أو يسمع عنه

أشهر جدار فاصل في تاريخ البشرية.

وهو الذي قسم مدينة برلين الألمانية إلى شطرين

برلين شرقية..  وبرلين غربية

وقسم ألمانيا إلى دولتين.. شرقية.. غربية

ولكن هواجس الحرية أقدم من جدار برلين

وهمومها.. أكبر من جدار برلين

والحصول عليها.. أصعب هدم جدار

ولو كان جدار برلين

هواجس الحرية.. قديمة.. وكبيرة.. ومتجذرة

وما كتب عنها.. وقيل فيها..

لا تكاد تتسع له زنزانة منفردة واحدة..

في زمن الحريات هذا..

قالوا سابقاً..

العبد يطلب الحرية.. والحر يصنعها..

وهذا قول جميل..

ولكنه يدخلنا بمتاهة التعريفات الضبابية حول العبودية.. والتحرر.

فإذا كان العبد هو المكبل من يديه.. وربما من عنقه.

والحر هو المكبل من لسانه.. وربما من عقله..

في زمن الحريات الذي ننعم به.

ألا يصعب التمييز!

في العصر العثماني المشرق..

كان رجال الصدر الأعظم يزورون ليلا..

كل من يجرؤ على انتقاد من نصّب نفسه “ظل الله” على أرضه.

ويقولون له “أجب، شفيق يدعوك”.

وشفيق.. هو القابض على زمام الأمن آنذاك.

وكل من يمثل بين يدي “شفيق” لا يعود.

ويعود بعض رجال الصدر الأعظم..

وهم يحملون الهدايا لأسرة الذي مثل بين يدي شفيق..

ويقولون: “ظل الله على أرضه” في حزن عظيم على المرحوم..

فقد كان يحبه كثيراً…

ويقول لكم: إذا ذهب حاميكم فأنا حاميكم.

وهذه هديتهُ إليكم.

فتنطلق الألسنة بالدعاء لـ “ظل الله” على أرضه بالسعادة..

وطول العمر.

واختفت آثار كل من مثل بين يدي لزمن طويل.

إلى أن تم العثور عليهم في قعر البوسفور

على شكل بقايا جثث؟؟ طوّقت أعناقها بالسلاسل..

وصبّت أرجلها في مكعبات من الإسمنت.

في يوم الحرية العالمي.. لنا أن نتساءل عمّا تغير.

لنعرف أنه تغير الكثير…

تم استنساخ “ظل الله” على أرضه مرات يصعب حصرها..

وفي أماكن.. يصعب حصرها.

وتم استنساخ رجال الصدر الأعظم بأعداد فوق الحصر.. والعد.

وتم استنساخ “شفيق” في معظم قصور السلاطين المعاصرة.