لكل السوريين

السويداء تواصل انتفاضتها السلمية وتكرّم ذكرى شهيدها الأول

واصلت محافظة السويداء انتفاضتها التي لم تتوقف منذ حوالي أربعة أشهر، وتوافدت جموع المحتجين من مختلف مناطق المحافظة إلى مدينة السويداء للمشاركة بالمظاهرة المركزية السلمية التي تميزت هذا الأسبوع بحضور وفود كبيرة من كافة أرياف المحافظة.

وشارك بالمظاهرة المركزية لأول مرة وفد من “المحاربين القدماء”، إلى جانب وفود تجمعات المحامين والمهندسين والمعلمين والفلاحين، وغيرهم من الوفود التي قدمت من مختلف مناطق المحافظة ودخلت إلى ساحة الكرامة التي باتت قبلتهم المعتادة رافعة الأعلام والبيارق واللافتات التي تطالب بالحرية والعدالة والتغيير السياسي.

وكان من اللافت حضور أعداد كبيرة من الأطفال برفقة ذويهم، وهتف الجميع للحرية والمساواة والعلمانية والتغيير السياسي وتطبيق القرار الدولي 2254.

واستمرت الوقفات الاحتجاجية المسائية اليومية بمختلف مدن وبلدات وقرى المحافظة للمطالبة بذات المطالب، إضافة إلى الأهازيج الشعبية التي استبدلت كلماتها بكلمات جديدة تعبر عن مطالب الشارع وأهداف الحراك الشعبي.

حراك الريف

بالتوازي مع التظاهرات المركزية في السويداء وفي مدينتي شهبا وصلخد، استمرت الوقفات الاحتجاجية اليومية بمختلف بلدات وقرى المحافظة بمشاركة وفود من قرى وبلدات أخرى.

وفي الأسبوع الماضي، توافدت جموع غفيرة إلى بلدة القريّا جنوب السويداء، للمشاركة في وقفتها الاحتجاجية أمام صرح الثورة السورية الكبرى، ورغم الجو البارد والممطر، حضرت الوقفة وفود من مختلف مناطق المحافظة، وطالبت بالتغيير السياسي والانتقال السلمي للسلطة، بمشاركة مميزة من العنصر النسائي.

واختتمت الوقفة الاحتجاجية بتظاهرة جابت شوارع البلدة، تخللتها الهتافات والأهازيج الشعبية.

وفي الكسيب بالريف الشرقي للسويداء، أحيت القرية والوفود التي قدمت إليها، الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد ابنها مراد المتني، وهو أول متظاهر سلمي يقتل برصاص قوات الآمن في احتجاجات العام الفائت بمحيط مبنى المحافظة وسط السويداء.

وكان نشطاء وناشطات من الحراك قد وجهوا الدعوة لإحياء ذكرى وفاة الشاب في قريته،

ووصلت وفود من مختلف المناطق الى ساحة القرية مرددين الهتافات السياسيّة والأهازيج الشعبيّة، وتظاهروا في مسقط رأسه تكريماً لروحه، وتأكيداً على المطالب الشعبية بالحرية والتغيير السياسي التي استشهد من أجلها.

ورقة عمل

استمرت المحاولات الساعية إلى تنظيم الحراك الشعبي بالمحافظة وإيجاد هيئات قيادية له.

وفي هذا السياق قدّم ممثلو حراك ريف السويداء الجنوبي ورقة عمل تحتوي مجموعة اقتراحات بهدف إضفاء حالة من التنظيم والاستمرارية للحراك السلمي في المحافظة.

ومن الاقتراحات، يتم إنشاء مجلس تأسيسي للمحافظة عبر انتخاب ممثل عن كل نقطة حراك في القرى والمدن، ويشكل مجموع الاعضاء المنتخبين المجلس التأسيسي المطلوب.

ويجتمع هذا المجلس في السويداء ويدير جلسته الأولى أكبر الأعضاء سناً، وتخصص للتعارف وفتح باب الترشح لانتخاب لجنة سياسية مهمتها قيادة الحراك وخدمته من أجل تنفيذ أهدافه.

على أن يجتمع المجلس بعد ثلاثة أيام بحضور كافة أعضائه ويقوم بانتخاب اللجنة بالاقتراع.

ويحدد ا عدد أعضائها ومدة عملها، ويضع نظامها الداخلي، وتكون مسؤولة امامه.

ولم يميّز الاقتراح في عضوية المجلس واللجنة بين مكونات المجتمع الاجتماعية أو المذهبية.