اللاذقية/ سلاف العلي
يسود ازدحام كبيرقي سوق البالة باللاذقية، حيث يقوم الباعة بفرد بضاعتهم الجديدة أمام الزبائن، والذين زادت اعدادهم بشكل لافت هذه السنة وخاصة مع ارتفاع أسعار الملابس الجديدة ثلاثة أضعاف ما كانت عليه السنة الماضية.
التقينا السيدة ام عمر سيدة ستينية مع ابنتيها يتجولون بسوق البالة باللاذقية ويتفحصون مختلف الالبسة المعروضة على البسطات الملابس، واخبرتنا: ان المحلات ممتلئة بالزبائن والبضائع المعروضة ومنها المعلقة، وبمختلف أنواعها وأحجامها لكل الأعمار بما يرضي جميع الأذواق، فالمكان لم يعد كما السابق مكان تسوق الفقراء فقط او محدودي الدخل، وإنما تجدين زبائن من كافة الفئات الاجتماعية، والجميع يجدون طلباتهم حسبما يملكون من المال، فالبضاعة معروفة بجودتها المرتفعة.
السيدة ام علاء جاءت قاصدة السوق من ريف اللاذقية، قالت لنا: أقوم بالبحث وانتقاء ما يلزمنا من الألبسة من أحد المحلات في الزقاق المزدحم ما يناسب اولادي الثلاثة من جواكيت سميكة وكنزات صوف، وتضيف لنا: أن الأسعار مرتفعة ولكنها مقبولة مقارنة بأسعار الملابس الجديدة.
السيدة ام جوزيف قالت لنا فورا: ان الأسعار نار حقيقية وغلاء ليس طبيعي، فجاكيت للبنت جديدة او بالسوق سعرها يتراوح بين ال 250الف ليرة الى 350الف ليرة اما في سوق الة فسعرها يتراوح بين 50الف ليرة الى 75ليرة، وهنا تشاهدون وتسمعون أصوات الباعة تملأ المكان يتجاذبون الحديث علنا لتكسير الأسعار، كنوع من المضاربة فيما بينهم، لجذب الزبائن العابرين بشتى الطرق.
أحد الشباب من باعة البسطات الكثر ويدعى السيد حسين قال لنا وهو ينادي ملء صوته أي قطعة ب 25 الف ليرة، فالقسم الأكبر من مبيعات وأرباح أصحاب البسطات يعتمد على جميع الأيام وكل الاوقات، والإقبال جيد هذه الايام لشراء ملابس البالة، فالخيارات كثيرة وكل يجد طلبه بأسعار رخيصة نوعا ما، وهناك بسطات تبيع القطع الولادي بـ 10 الى 12آلف ليرة، وبسطات تبيع كنزات الصوف والقطن بأسعار تقل عن 50 ألف ليرة، مشددا على أنها تجارة رابحة، فنحن نشتري البضاعة بالكيلو ونبيعها قطعا متفرقة بأسعار يصل سعر الواحدة بعد فرزها وكيها بسعر الكيلو كاملا.
السيدة ام محمد وهي خمسينية جاءت برفقة ابنها الشاب لتشتري له بنطال وكنزة تخبرنا دون حرج أنها أصبحت زبونة سوق البالة، فالبضاعة الكريم أي البضاعة الأوروبية تلاقيها جديدة غير مستعملة، رغم ارتفاع سعرها فهي أفضل من تلك المحلية الصنع، يمكنك أن تشتري كنزة بولو جديدة مع بنطال بسعر قطعة جديدة فقط.
السيدة المحامية هند أشارت الى نقطة مهمه وقالت: أن هناك ارتفاعا كبيرا بأسعار الألبسة الجديدة والمحلية وانخفاضا في النوعية إضافة إلى القدرة الشرائية المنخفضة للمواطن، جميعها عوامل تدفع المواطنين للتوجه إلى سوق البالة وبضائعها، التي أسعارها مرتفعة نتيجة ارتفاع سعر الصرف، وكونها بضاعة مهربة، وتمر بعدة قنوات قبل وصولها إلى الأسواق، واعتبر أن الصناعيين المحليين لم يستغلوا الفرصة التي أعطتهم إياها الحكومة بمنع البالة لتحسين جودة إنتاجهم وتخفيض الأرباح، واطالب الحكومة السورية بالسماح باستيراد البالة وفق أنظمة وقوانين معينة تساهم في تأمين دخل إضافي لخزينة الدولة، وتكون الأسعار أرخص وتمنع الاحتكار، كما تحمي المستهلك في حال وجود مخالفة.