لكل السوريين

البلطة ليست في البرلمان فقط

لطفي توفيق

ابتكرت إحدى الانتخابات البرلمانية في دولة عربية مهنة مدرة للـ.. مال.

تجتذب مجموعة من الذين يتمتعون بتاريخ ناصع من العضلات المنفوخة..
وتراكم معرفي يتكوم فوق الصدور البارزة..
وثقافة بشوارب.. تغار منها شوارب الزير وعنترة .

وتنحصر مهمة البلطجي في المهنة المبتكرة بتصفية مرشح منافس..

أو إثارة رعبه ليهرب من حلبة الصراع.

هذه الانتخابات ابتكرت مهنة بلطجي البرلمان.

ولم تبتكر البلطة..

فللبلطة في تاريخنا النبيل صفحات نبيلة وناصعة..
وحكايات أطول من المعلقات السبع.. مجتمعة أو متفرقة..

وللبلطة في حاضرنا.. مقدرة عجيبة على تغيير شكلها.. وتطوير ملامحها.

وساذج من يعتقد أنها استقالت من كافة مناصبها..

أو تقاعدت كما يشيع بعض المغرضين!!
فالصيت للسيف.. والفعل للبلطة والخنجر والساطور..

إذا تعلق الأمر بتاريخنا المجيد.. وحاضرنا العتيد.

فالذي يحتكر الله له.. ولأتباعه وذريته من بعده..

ويفتي بإخراج من لا يوافقه الرأي.. من ملكوت السماء..
ويوزع صكوك الغفران على كل من يتبعه دون تفكير.

أيفتي بالفقه.. أم بالبلطة.

والذي يسرق.. بقوة القانون..

لقمة عيش الناس.. ويجفف الحليب في صدر مرضع ترى رضيعها يذبل أمامها..

ويعلو صراخه على نشيج أخواته العجاف..

فيثقب سمع والده القابع في زاوية يعاقر تبغه الرديء..

وقد سدت في وجهه كل منافذ العيش..

وبقي له طنين الأذنين وصفير الرئتين.
أيفعل ذلك بقوة القانون.. أم بقوة البلطة.

والذي يدوس بحذائه بريق الأمل في العيون..

ويحذف من يشاء.. كيفما يشاء.. وفي أي وقت يشاء..

هل ينتعل هذا حذاء أم ينتعل بلطة.

والذي يغتال بقرارته نبض الحياة..

ويحوّل الأغاني إلى نواح على قبور ممتدة حتى الأفق..

والموسيقا إلى مارش جنائزي..

والحب إلى تجارة في السوق السوداء والحمراء..

هل يفكر بعقله أم ببلطته.

أليس هذا ما ابتليت به هذه الأرض التي نما فيها أكثر من هولاكو..

وأكثر من شهريار ليحيا ألف سنة.. وسنة.

فتمسكوا يا سادة البلطات.. وعبيدها.

بثقافتكم الضاربة عمق السواد إلى أبعد الحدود.
وابتهجوا بتفردكم عن خلق الله أجمعين..

بهذا الفكر البلطجي المتميز.

وتصبحون على ألف بلطة..

وبلطة.