لكل السوريين

محافظة درعا.. استهداف مناطق انتشار عشائر البدو المهجّرة

درعا/ محمد الصالح 

بعد انتهاء عملية التسوية في محافظة درعا، كثفت المجموعات التابعة للجيش والأجهزة الأمنية عملياتها، في مناطق انتشار عشائر البدو المهجرة إلى محافظة درعا منذ سنوات.

وتتوزع خيام هذه العشائر بين القرى في الريف الشرقي من المحافظة وفي بعض مناطق ريفها الأوسط.

وكانت هذه العشائر قد نزحت من منطقة اللجاة التابعة للسويداء ودرعا، وسكنت هذه الخيام، ولم تتمكن من العودة إلى قراها وبلداتها، إما لأسباب أمنية، أو بسبب تدميرها، أو انعدام الخدمات فيها.

وتقول مصادر مقربة من الجيش، إنها تستهدف بعمليات المداهمة، مجموعة من المطلوبين الذين رفضوا إجراء التسوية، ويتخذون من تلك المناطق منطلقاً لتنفيذ عمليات الاغتيال والخطف.

بينما يتهم مواطنون من العشائر أجهزة السلطة وفصائل التسوية، باستهدافهم بشكل عشوائي، والتضييق عليهم، والقيام بعمليات النهب والاعتقالات مع كل عملية مداهمة، معتبرين أنه من غير المقبول أن يتحمل الأبرياء من العشائر، وزر بعض المجرمين منها.

مداهمات بالريف الشرقي

داهمت دوريات مشتركة من الأجهزة الأمنية خيام عشائر البدو في سهول بلدة الغارية الشرقية بالريف الشرقي من محافظة درعا، وحسب مصادر محلية فقد تم إحراق عدد من الخيام واعتقال شبّان من أبناء هذه العشائر.

وأفادت مصادر محلية أن الجيش نفذ حملة مداهمات، لمجموعة من المزارع والخيم، في المنطقة الممتدة بين صما الهنيدات غربي السويداء، وناحتة شرقي درعا، أسفرت عن مقتل مسلحين، وإصابة آخر من المتهمين بعمليات خطف واغتيال في بلدة ناحتة، وممن رفضوا التسوية التي جرت مؤخراً في درعا، وفق هذه المصادر.

وقامت الأجهزة الأمنية لاحقاً, بتسليم جثتي الشابين لذويهم من المشفى الوطني في مدينة درعا، وبقي مصير الثالث مجهولاً.

وخلال الاشتباكات، لقيت امرأة ستينية حتفها، إثر إصابتها برصاصة طائشة، وتنحدر المرأة من قرية المنصورة بريف السويداء الغربي، وتقيم مع زوجها، غربي قرية صما الهنيدات.

كما داهمت دوريات أمنية خيام عشائر البدو على الطريق الواصل بين بلدتي المسيفرة والغارية الشرقية، والمسيفرة وصيدا بالريف الشرقي من محافظة درعا.

وأخرى بالريف الأوسط

داهمت قوى أمنية مشتركة خيام البدو قرب بلدة خربة غزالة في محيط الطريق الواصل إلى مدينة داعل، تسكن فيها مجموعة من الأهالي النازحين من منطقة اللجاة بريف السويداء.

وكانت المجموعة قد انتقلت إلى هذه المنطقة بعد مداهمتها في محيط بلدة صيدا شرقي درعا عدّة مرات، وبعد منع عودة الكثير منهم إلى منازلهم في قرى اللجاة التابعة لمحافظة السويداء.

وحسب مصادر محلية، لقي شاب في العشرينات من العمر من أبناء هذه العشائر مصرعه، وتم اعتقال شقيقه إضافة إلى شاب آخر.

يذكر أن معظم الذين عادوا من عشائر اللجاة إلى قراهم، يعانون من السكن بمنازلهم التي تم  تدميرها بشكل جزئي أو كلي، ومن ساعات انقطاع الكهرباء الطويلة، وندرة المياه الصالحة للشرب، وحرمان أبنائهم من التعليم بسبب عدم صلاحية المدارس لاستئناف الدراسة بها.