لكل السوريين

نتائج مفاوضات الدوحة.. بين تفاؤل المراقبين وعرقلة نتنياهو

ذكر البيان الختامي لمفاوضات الدوحة التي بحثت سبل قف إطلاق النار في غزة والتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى، أن المحادثات “كانت جادة وبناءة وأجريت في أجواء إيجابية”.

وكشف أن واشنطن سلمت إسرائيل وحركة حماس اقتراحاً يقلص الفجوات بينهما، ويتوافق مع المبادئ التي وضعها الرئيس الأميركي في أيار الماضي وقرارات مجلس الأمن، ويسد الفجوات المتبقية بالطريقة التي تسمح بالتنفيذ السريع للاتفاق، وأن هذا الاقتراح بني على نقاط الاتفاق التي تحققت خلال الأسبوع الماضي.

وأكد البيان أن الطريق “أصبح ممهداً لتحقيق هذه النتيجة، وإنقاذ الأرواح، وتقديم الإغاثة لشعب غزة، وتهدئة التوترات الإقليمية”.

وواصلت الفرق الفنية العمل على تفاصيل تنفيذ الاتفاق، وسيجتمع الو سطاء في القاهرة قبل نهاية هذا الأسبوع على أمل التوصل إلى اتفاق وفق الشروط المطروحة في مفاوضات الدوحة.

وفي تعليقه على نتائج المفاوضات قال الرئيس الأميركي “لم نصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بعد، لكننا أقرب مما كنا عليه قبل ثلاثة أيام”.

ومن جهته، وصف مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي المفاوضات بالخطوة الإيجابية، واستدرك قائلاً “لكن هناك الكثير من العمل يجب القيام به، والتوصل لاتفاق سيتطلب بعض التنازلات الإضافية”.

ردود فعل

في أول تعليق له على مفاوضات الدوحة، قال مصدر قيادي في حركة حماس إن “ما أبلغنا به عن نتائج اجتماعات الدوحة لا يتضمن الالتزام بما اتفق عليه في الثاني من شهر تموز الماضي.

بيمنا قال مكتب نتنياهو إنه يقدر جهود الولايات المتحدة والوسطاء في إقناع حماس بالتخلي عن رفضها لصفقة إطلاق سراح الرهائن.

وأعرب عن أمله في أن تؤدي هذه الضغوط إلى قبول حماس مبادئ مقترح 27 أيار ليصبح من الممكن تنفيذ تفاصيل الاتفاق، وقال “مبادؤنا الأساسية معروفة للوسطاء والولايات المتحدة”.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤول أمني إسرائيلي، أن إسرائيل تسلمت المقترح الأميركي، وهو غير مقبول تماماً بالنسبة لنتنياهو.

وحسب الصحيفة، تحدث المسؤول عن الرغبة في بث الشعور بأن الأمور تسير على ما يرام.

كما نقلت القناة الـ13 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي آخر قوله إن الولايات المتحدة وضعت مقترحاً ينص على البنود التي تم الاتفاق عليها، ولكنه لم يتطرق إلى الوضع في محور نتساريم وفيلادلفيا، ولا تزال هناك فجوات في هذا الشأن.

نتنياهو يعرقل الصفقة

في تصريحات لافتة، اعترف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لأول مرة، بأن نتنياهو يعرقل التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى، وفق هيئة البث الإسرائيلية الرسمية.

وذكرت الهيئة أن غالانت سخر من شعار “النصر المطلق” الذي يرفعه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باستمرار، واعتبره “محض هراء وثرثرة”.

واتهم أربعه قادة عسكريين وأمنيين إسرائيليين سابقين نتنياهو وحكومته بتعريض “أمن إسرائيل للخطر بشكل متعمد، من خلال عدم إنهاء الحرب وعدم إعادة الأسرى”.

وطلبوا من الكنيست “تفعيل مكابح الطوارئ فوراً وبدء إجراءات سحب الثقة من الحكومة”.

وقالت القناة الـ13 الإسرائيلية إن جهات أمنية نقلت إلى نتنياهو رسالة مفادها أن الاختيار الآن هو “بين صفقة الرهائن أو حرب إقليمية”، وأفادت بأن هذه الجهات حثت رئيس الوزراء على إبرام الاتفاق.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد نقلت عن وثائق إسرائيلية، أن نتنياهو أضاف سراً مطالب لتل أبيب في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى المقررة في الدوحة.

وقالت إن الوثائق الإسرائيلية توضح أن “مناورات حكومة نتنياهو تشير إلى أن الاتفاق قد يكون بعيد المنال في جولة المفاوضات الجديدة”.

وأوضحت الصحيفة الأميركية أن أحد الشروط المقترحة تنص على وجوب إبقاء سيطرة قوات إسرائيل على الحدود الجنوبية لقطاع غزة.

وأضافت “لقد انخفضت المرونة بشأن السماح للنازحين الفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم في شمال قطاع غزة عند توقف القتال” وفقا للوثائق الإسرائيلية.

ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين خشيتهم من أن تؤدي إضافات نتنياهو إلى إفساد الصفقة.