لكل السوريين

أحلامٌ بسيطة، والصبر سر النجاح.. خمسينية من الحسكة تحدت المعاناة التي سببها الإرهاب

السوري/ الحسكة

أحلامها بدأت بسيطة، وتحولت مع الصبر والاصرار إلى قصة نجاح لتعيل اسرتها وتحيا حياة كريمة، إنها امرأة عانت مثل العديد من النساء من الفقر والحاجة جراء الأزمة التي نهشت عائلتها وزلزلتها، لم تستسلم بل نهضت وتغلبت على الظروف بالصبر والعزم.

زهرة خليفة، أرملة ومعيلة لستة أولاد تبلغ من العمر ٥٠ عاماً، فقدت زوجها جراء تفجير إرهابي من العام ٢٠١٤، لا يوجد مصدر دخل لأسرتها سوى عمل متقطع لأحد أبنائها في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تحيط بها وبجميع الأهالي في الحسكة، ذكرت في مقتبل حديثها (المشتل غير حياتي).

وفي أحد منازل حي غويران بمدينة الحسكة، أجرت صحيفتنا لقاءاً من السيدة زهرة والتي ذكرت: “ما عانيته كان صعباً في ظل الأزمة، فأنا امرأة لم تتلقى التعليم، ولا مهنة لي، وبحثت عن عمل كثيراً ولكن دون جدوى، سجلت في عدد من الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية من أجل تقديم المساعدة لي ولكن دون جدوى، سوى بعض كراتين مساعدة، واحدة كل عام تقريباً”.

وتابعت، “لم أعمل في حياتي سوى بالزراعة، ولا أرض لي، فبدأت بالتفكير بأنشاء مشتل في حديقة المنزل، وهذا كان حلماً بالنسبة لي، طرحت مشروعي لعدد من الجمعيات ولكن دون فائدة وبعدها بفترة وجيزة تلقيت اتصالاً من الهلال الأحمر السوري بقبول مشروعي ومساعدتي في إنشاؤه”.

وأضافت، “ففي العام المنصرم تم اعطائي من قبل الهلال الاحمر ٥٠٠ شتلة زراعية وكذلك بعض الأسمدة، وكتيبات صغيرة عن كيفية العناية بها، فبدأت أرعاها في فناء المنزل وبدأت البيع وساعدني في ذلك أولادي من خلال الدعاية والإعلان على مواقع التواصل الاجتماعي”.

وأكملت قائلة: “والحمد لله البيع جيد جداً، وتمكنت من تحقيق مصدر دخل متجدد لأسرتي والعيش حياة هنيئة وكريمة نوعاً ما، وفي سياق الكلام اكدت انها من خلال مبيعاتها تشتري شتلات اخرى لبيعها وتكبير مشروعها”.

واختتمت كلامها بالشكر للهلال الاحمر الذي ساعدها في انشاء مشروعها، وكذلك بتوجيه النصح للسيدات اللواتي يعانين من الفقر والحاجة بعدم الاستسلام، والعمل على تحقيق أحلامهن مهما بدت صعبة وبعيدة المنال، “فبالعمل تتحقق المجزات مثلما غير المشتل حياتي”.