المهندس سليمان السلمان
إنه المخلوق العجيب الذي امتاز عن كثير من الكائنات بنظامه الشديد والمرن في آنٍ معاً، فلكل فرد في هذا المجتمع الغريب والعجيب الذي يمتاز بتعاون أفراده وفق برنامج دقيق فلكل واحد منهم واجب محدد عليه أن يقوم به دون أي إخلال بذلك الواجب، فمجتمع النحل يتكون من:
1ـ الملكة 2 ـ العاملات 3 ـ الذكور
ولكل منهم عمله الخاص به، فالملكة يترتب عليها تنظيم العمل والانتاج وهي المسؤولة عن انتاج البيوض، كما أن زيادة أعداد العاملات يزيد من نشاط الخلية ويقويها بما ينعكس ايجاباً على زيادة كمية العسل.
أما العاملات فهن عماد الانتاج وقوة الخلية من حيث انتاج العسل وزيادة الرحيق وغبار الطلع والخدمات الأخرى من نظافة وغذاء الحاضنات والماء، إضافةً إلى الدفاع عن الخلية من خطر اللصوص والأعداء من النحل وحشرات الدبور، أما الذكور فمهمتهم تلقيح الملكة، وهذا يحتاج إلى ذكر واحد ثم يقتل الباقي وتتخلص الخلية منهم لأنهم يكونون عالة على الخلية من حيث أكل العسل دون مساهمتهم بالعمل والانتاج أو تحقيق أي فائدة للخلية.
وتتكون الخلية من صندوق خشبي وعليه غطاء من الخشب مستور بطبقة معدنية رقيقة من اجل حمايتها من المطر والتلف وفيه تستقر عشرة إطارات خشبية مثبت عليها اسلاك لتثبيت شمع العسل عليه.
وللخلية أبواب مخصصة لدخول العاملات ولا يسمح للدبابير بدخول الخلية , كما أن قياسات وأبعاد الخلية شبه موحدة عالمياً كما يوجد منفاخ للدخان إضافةً إلى مشحاف لقشط العسل، أما بدلة العمل للنحال مختلفة حسب الشركة المنتجة والقناع والكفوف وهناك الشمع الحر الذي يباع بأسعار متفاوتة حيث يكون جاهزاً على أسلاك مثبتة على إطارات خشبية، ولهذه الصناديق عمليات تغطية صيفية وشتوية لحماية لخلية من البرد والحر وللخلية مدخل من الخشب ولها مدخلان صيفي وشتوي يحددان دخول العاملات، ويمنع دخول الدبابير وغيرها من الحشرات كفراشة الشمع التي تتغذى على العسل والنحل.
أما العاملات فكل جيل مهمته الخاصة وعمله المحدد بالخلية، فالصغار عليهم تنظيف الخلية وخدمة الحاضنات والأهم تأمين الماء والغذاء والعسل والرحيق وغبار الطلع وصنع الغذاء اللازم للحاضنات، أما غذاء الملكة والعاملات من النحل وغبار الطلع.
كما أن زمن الفقس لكل بيضة يختلف من نوعٍ لآخر فزمن فقس بيضات الملكات خمسة عشر يوما، أما العاملات فتحتاج إلى ثمانية عشر يوما ًوالذكور تحتاج إلى واحد وعشرون يوماً تبعاً للغذاء المقدم لهم، علماً أن البيوض التي تنتجها الملكة كله نوع وحجم واحد ولكن الذي يحدد النوع هو الغذاء المقدم لهم ويمكن تحديد النوع وهي في الإطار حيث يتم إعدام الذكور.
وإذا كانت الملكة كاذبة فكل انتاجها ذكور لأن البيض غير ملقح وتتواجد الملكة الكاذبة في الخلية بعد موت الملكة الأساسية ولم يتم تحديد ملكة جديدة بدلاً عنها، والملكات الكاذبة هي عبارة عن نحلة كبيرة تعطى غذاءً ملكياً فيكبر حجمها ولكنها تبيض وكل بيضها يعطى ذكوراً مما يؤدي إلى نهاية الخلية، وهنا يترتب على المربي أن يعالج هذه الحالة بقتلها ووضع ملكة فتية لحماية الخلية من التدهور والفناء.
وفي نيسان من كل عام يزداد التطريد وتعرف البيوت الملكية من المختصين فيستفيد المربي من البيت لتجديد الخلية أو بيعها لأصحاب المناحل.
أعداء النحل: إن من اخطر أعداء النحل الدبابير الحمر وطير الورور والضفادع وغيرها.
تلقيح الملكة: ويتم ذلك باحتفال خاص ومميز حيث تبدأ العاملات بالطيران فوق الخلية وتعطي أصوات خاصة بهذه المناسبة أما الملكة ووصيفاتها فيلتفون حول الملكة ويقمن بتنظيفها وتجهيزها، والذكور يرتبون أنفسهم للزفاف، فتطير الملكة من على لوحة الطيران في الخلية وينطلق خلفها الذكور ومن يلحق بها يفوز بالزواج، والعملية تحتاج إلى ذكر واحد والبقية سيؤول أمرهم إلى الموت.
كما أنه لا يوجد في الخلية سوى ملكة واحدة وإذا وجدت ملكتان فتقوم إحداهما بقتل الأخرى ولا يقوم بقتل الملكة سوى الملكة الأخرى، ومن الأفضل أخذ الملكة الثانية قبل قتلها فتربى لتوضع في خلية ضعيفة أو يتم بيعها أو يتم وضعها في قفص الملكات مع تأمين الغذاء الملكي لها.
إنتاج العسل: يحتاج انتاج العسل لنشاط كامل الخلية والعاملات بالدرجة الأولى والعسل هو غذاء مطلوب وهام للناس وفي شفاء لكثير من الأمراض، ويختلف العسل ونوعيته تبعاً لطبيعة الغذاء التي تتغذى عليه الخلية من الأزهار المختلفة والنباتات وكلما زاد عدد النباتات وتنوعت روائحها كلما كان العسل أكثر فائدة فأزهار الشجار والخضروات بأنواعها المختلفة وكلما تحسن نوع العسل زادت الفائدة منه.
ويمكن لمربي النحل أن يلجؤوا لغش العسل عن طريق إضافة القطر من ماء وسكر، برائحته مباشرة أو بوضع الماء والسكر كغذاء للنحل وغيرها.
فوائد النحل: يساعد النحل في تلقيح ازهار النباتات مما يزيد من المحصول والانتاج عن طريق زيادة وتريع نمو الازهار وزيادة الثمار وقد تصل هذه الزيادة إلى حوالي 30% من الانتاج مما يسهم في زيادة دخل المزارعين.
أنواع النحل: للنحل أنواع عديدة منه النحل البلدي والسيافي وإنتاجها مقبول وتمتاز بشراستها ونشاطها المتميز أما النحل الايطالي فيمتاز بكبر حجمه وهدوئه وزيادة انتاجه.
أمراض النحل: العفن الأوروبي ويمتاز برائحته الكريهة الشبيهة برائحة البيض الفاسد ويعالج بالمواد المضادة الحيوية. العفن الأمريكي ويمتاز برائحة كريهة كرائحة السمك العفن ويتم معالجته بالمضادات الحيوية.
كما أن دودة فراشة الشمع تأكل العسل والشمع معا ً وتنشر خيوط شمعية فوق الشمع والعسل مما يؤدي إلى طرد النحل من الخلية وكذلك القراد بقضي على الحاضنات ويتغذى على اجنحة العاملات مما يتسبب بإضعاف الخلية وتدهورها.