لكل السوريين

حالات سوء التغذية تزداد في السويداء، وأبرز الأسباب العجز عن شراء الحليب ومشتقاته!

السويداء/ رشا جميل

ارتفعت حالات سوء التغذية بين الأطفال في محافظة السويداء بشكل مخيف، خاصة بعد ارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته من ألبان وأجبان، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار البيض واللحوم البيضاء منها والحمراء، حيث استغنت أغلبية الأسر عن شراء المواد الغذائية الأساسية، بعد عجز الجهات المعنية عن ضبط الأسواق وتأمين أبسط مطالبهم المعيشية.

وتشهد المحافظة أزمة حقيقة في توفر حليب الأطفال، تحت ذريعة الحصار والعقوبات على الحكومة السورية، مما أدى لانقطاع الحليب وارتفاع أسعاره، في الوقت الذي تحدثت فيه مصادر معارضة عن عملية احتكار من التجار بتواطؤ مع وزارة الصحة لضمان رفع الأسعار وتحقيق المزيد من الأرباح.

وأكدت منسقة برنامج التغذية في السويداء، الدكتورة “حنان جمول”، أن المحافظة دخلت بأزمة سوء تغذية خلال السنوات الثلاث الماضية، مما أدى لتعرض نسبة من الأطفال إلى سوء التغذية المزمن مؤدياً إلى نقص بالوزن توازياً مع عمرهم، ونقص في المغذيات الدقيقة مثل الحديد والكلس واليود وفيتامين دال، مشيرة إلى وجود حالات فقر دم لدى الأطفال بنسبة 20 بالمئة، بحسب المسح التغذوي إضافة إلى سوء تغذية بنسبة 22 بالمئة للأمهات الحوامل والمرضعات، والذي ينعكس سلباً على بنية الحمل. “وينذر ذلك بظهور جيل ذات بنية ضعيفة وقامات مقزمة.

كما بينت “جمول” أن حالات سوء التغذية على ساحة المحافظة مخيفة، مشيرة إلى أنه رغم التوجيهات العديدة للأمهات بضرورة تأمين أنواع الغذاء لأطفالهن من الحليب والبيض والفواكه إلا أنهن لم يلتزمن بها في ظل الغلاء الذي تشهده جميع المواد الغذائية، وأشارت إلى أنه تم تفعيل برنامج الإرضاع الواردي والتغذية التكميلية، ويتضمن الانتباه للطفل خلال الألف يوم الأولى من حياته من بداية الحمل وحتى وصول الطفل لعمر السنتين، إضافة إلى تفعيل الزيارات المنزلية والعيادة المتنقلة لمتابعة جميع الحالات التي يعجز أصحابها عن مراجعة برنامج الرعاية.

بدوره أكد الطبيب “علاء ابو ترابي” أن الحالات لا تقتصر على المراجعين إلى المشفى الوطني فقط، وما يتم تسجيله وقبوله في قسم الأطفال والذي تجاوز الـ90 حالة منذ بداية العام، أنما سجل برنامج سوء التغذية التابع لوزارة الصحة، والمنتشر في العديد من المراكز الصحية، ازدياد الحالات التي لا تراجع المشفى، لافتاً إلى الكثير من الحالات المسجلة من مراجعي القسم، كانت لحالات سوء التغذية الثانوي والتي تعود إلى أخطاء تغذوية ناتجة عن استعاضة الأم عن حليب الأطفال بالحليب البقري بسبب عدم قدرة الأهل على تأمين حليب الأطفال الخاص بالشهور الأولى لارتفاع أسعاره وندرة وجوده