لكل السوريين

وسط غضب واستياء من الاحتلال التركي.. قاطنو جنوب إدلب يستعدون لموجة نزوح جديدة

إدلب/ عباس إدلبي

تسبب القصف العنيف الذي طال معظم مناطق ريف إدلب وبالأخص الجنوبية لحدوث حالات نزوح جديدة نحو الأرياف الشمالية، في وقت يتخوف فيه الأهالي من حدوث عمليات تسليم أخرى قد تفضي لعدم عودتهم مجددا لمنازلهم إذا سيطرت عليها القوات الحكومية.

وتشهد مناطق “أريحا، جبل الزاوية”، وبعض القرى في ريف إدلب الجنوبي نزوح كثيف لآلاف الأهالي بالإضافة إلى النازحين الذين كانوا قد حطو الرحال في الأرياف الجنوبية.

وتبدو علامات الغضب والاستياء واضحة على وجوه الأهالي الذين التقى بهم مراسلنا، ناهيك عن التذمر الكبير بسبب لجوؤهم للنزوح مرة أخرى، ما يوحي باحتمالية حدوث صفقة تسليم جدية بين روسيا والاحتلال التركي.

أبو غسان، رجل طاعن في السن حمل امتعته وهرب تاركا خلفه منزله وشجر الكرز الذي حلم بموسمه وما استطاع جني محصوله لشدة القصف، ابن بلدة احسم، قص لمراسلنا رحلة نزوحه.

وقال الرجل الذي يبلغ من العمر 60 عاما، إنه “منذ اندلاع الثورة لم يشعر بهذا الكم الهائل من اليأس والخذلان والإحباط بسبب خيانة المحتل التركي الذي جعلنا فدية لسياساته في سوريا، وبكلامه الرنان ووعده بعدم تركنا عرضة للنظام”.

ويضيف “أثناء خروجنا من بلدة احسم ونزوحنا لأريحا ارتكب قوات النظام مجزرة راح ضحيتها سبعة أشخاص من عائلة واحدة، بالإضافة لارتكابه مجزرة بالقرب من مبنى المخفر في البلدة وراح ضحيتها 11 شخص من الأبرياء، وأنا كنت شاهد عيان على تلك الحادثة”.

ويتابع “نستعد لرحلة نزوح جديدة خشية تكرار حدوث مثل هذه المجازر، ونخشى من بطش الآلة العسكرية التي لا تميز بين أحد، كما وأن تركيا لم نعد نأمن لها، فبين عشية وضحاها تبيعنا، وتتركنا عرضة للقصف الوحشي من قبل الروس والنظام”.

أما السيدة أم شاهر أيضا كانت هي الأخرى تندب حظها وتلعن من أوصل بها الحال نحو المخيمات، وأجبرها على ترك منزلها، حيث قالت “أنا لا أحزن على ترك منزلي وبلدتي بقدر ما أحزن على الوضع العام الذي يمر به معظم سكان ادلب”.

وتضيف “أصبحنا في وضع يرثى له، وكأننا بسوق النخاسة البائع والشاري همه جمع المال، ونحن سلعة لا قيمة لها، ودمائنا هانت على القاص والداني”.

وعند سؤال السيدة أم شاهر عن وجهتها أجابت والدمع سال على وجنتيها بكلمة (لا أعرف) “فقد ضاقت بنا الأرض بما رحبت، ولا نعرف إلى أين سنذهب، لقد تعبنا ونريد الخلاص كفانا كذبا ومتاجرة”.