لكل السوريين

دوافع عديدة أبرزها “الانتقام والمخدرات”.. كثرة الجرائم تثير خوفا في حماة

حماة/ سامر الحمد

شهدت محافظة حماة خلال الأشهر الماضية، حدوث جرائم عدة منها قتل أب لأطفاله في مدينة مصياف بسلاح ناري، قتل أب لطفلته في حي القصور في المدينة.

ويعود سبب كثرة الجرائم في مدينة حماة لعدة أسباب أبرزها تدني الوضع المعيشي الذي تشهده عموم مناطق سيطرة الحكومة السورية، وحماة بالأخص حيث الاكتظاظ السكاني فيها.

وخلال الشهر الماضي؛ أطلق أب الرصاص على ابنه الشاب ثم على نفسه، في مدينة السلمية شرق مدينة حماة، وسط سوريا، عقب مشاجرة عائلية، أدت لمقتل الشاب والأب كليهما.

وقال أحد سكان حي “ضهر المغر” في مدينة السلمية إن ملاسنة حادة جرت بين علي القصير وابنه عادل في بيت العائلة، أعقبها سماع الجيران لإطلاق رصاص.

وأطلق الأب النار من مسدس حربي على ابنه الذي أصيب في بطنه وساقه، ليطلق الأب بعدها الرصاص على نفسه. وقتل الأب على الفور، بينما نقل الابن لمشفى السلمية الوطني، لكنه فارق الحياة هناك.

أوضاع معيشية متدنية

يعاني سكان محافظة حماة من تدني الوضع المعيشي بشكل كبير جدا، حالها كحال باقي المحافظات والمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية.

ويلعب الوضع المعيشي دورا كبيرا في تفكك الأسر، حيث أنه يترافق مع انهيار معنوي لكافة أفراد الأسرة، أضف إلى ذلك بحث الجميع عن مصادر عيش.

وخلال العام الماضي، وصل عدد الجرائم المرتكبة في مدينة حماة لقرابة 30 حالة، لا توجد إحصاءات رسمية، وإنما بحسب ما تناولت صفحات تواصل اجتماعي من داخل المدينة.

وأكثر نسبة الجرائم هي اعتداء أشخاص على أشخاص آخرين ميسوري الحال المادي، بينما الحالات الأخرى إما تحت مسمى “جريمة شرف” أو حالات أخرى تسجلها السلطات السورية ضد مجهول.

وقال خليل، وهو أحد سكان حي جنوبي الملعب إن “معدل الجرائم بات مخيف جدا، وأغلب الجرائم بدافع الجوع، والفقر المدقع الذي تعيشه آلاف العوائل في المحافظة”.

وأضاف “هناك بعض الجرائم تم تسجيلها كثأر، ويكون ضحاياها من ذوي المقاتلين السابقين في صفوف الجيش الحر وفصائل المعارضة، كفعل انتقامي على مقتل أحد أقارب الجناة على يد أحد أفراد العائلة المقيمين في حماة، ولا شأن لهم فيما عمله ابنهم أو أحد أفراد عائلتهم”.

وتكثر الجرائم في الأرياف الحموية، ويعود ذلك للقبضة الأمنية التي تعد أقل من نظيرتها في حماة، مع أن المدينة لا تخلو من تسجيل جرائم سواء تحت دافع الانتقام أو البحث عن المال أو ما شابه.

المخدرات دافع أيضا

تشهد أرياف حماة وبعض أحياء المدينة انتشارا لنسبة ليست بالقليلة من الفئات الشابة من متعاطيي المخدرات والحبوب المخدرة والحشيش، رغم الوضع المعيشي السيء لعديد العائلات.

وأغلب الفئات التي تتعاطى المخدرات من هم في سن المراهقة، ولا يملكون أموالا لشراء المواد المخدرة، وبذلك يلجؤون لعمليات سلب أو ما شابه لقاء الحصول على أموال لشراء تلك المواد.

وقالت غفران، في الأربعينيات من عمرها، إن “المخدرات أدت لحدوث جرائم في مدينة حماة، وبعض الجرائم تحدث بسبب عراك بين أفراد العائلة الواحدة يفضي بالأخير إلى مقتل إما المتعاطي أو الذي يسعى لمنعه، وبالتالي تعد سببا في ذلك”.

ويعيش قرابة 90 في المئة من السوريين تحت خط الفقر المدقع، بحسب تقارير دولية، وتعد مناطق الحكومة الأكثر بين بقية المناطق السورية الأخرى.

وأدت العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة ودول غربية وعربية إلى ازدياد المعاناة في مناطق سيطرة الحكومة، إضافة إلى قانون قيصر الذي فرض العام الماضي والذي جعل مناطق الحكومة تعيش في حالة حصار شبه تام، رغم وجود بعض الإيرادات عبر رجال أعمال وشركات خاصة، بينها خليجية.