لكل السوريين

محافظة درعا.. مبادرات إنسانية وتكافل اجتماعي

درعا/ محمد الصالح 

كما في المحافظات السورية الأخرى، يزداد الوضع المعيشي سوءاً في محافظة درعا، وتتكرر المبادرات الإنسانية الهادفة إلى التخفيف من معاناة الأسر المعدمة في مدن وبلدات المحافظة، لتتمكن من تجاوز هذه الضائقة الخانقة.

في هذا الاتجاه، انطلقت مؤخراً مبادرة محلية في بلدة تسيل غربي درعا، وتمكنت من مساعدة حوالي مئتي عائلة في البلدة، من خلال تقديم مبلغ خمسين ألف ليرة كل شهر لكل عائلة، ونصف هذا المبلغ للأسر الأقل احتياجاً.

كما جمعت المبادرة مبالغ مالية استعداداً لقدوم شهر رمضان، حيث سيتم توزيع الخبز بشكل مجاني على أهالي البلدة، بالإضافة إلى توزيع سلل غذائية على الأُسر الأكثر احتياجا.

وتمكنت هذه المبادرة في وقت سابق، من تأمين عدد كبير من أسطوانات الاوكسجين لمرضى كورونا، ومبلغ مالي تم وضعه عند أحد العاملين في المجال الصحي، لشراء ما يلزم للمرضى.

تخفيف المعاناة

ومع اقتراب شهر رمضان، تم إطلاق حملة تبرعات لمساعدة الأهالي في بلدة الكرك الشرقي، وتجاوز المبلغ الذي تم جمعه الـمئة مليون ليرة سورية، من أبناء البلدة المغتربين والمقيمين.

وذكرت مصادر من البلدة أن الحملة تهدف إلى تأمين احتياجات أربعمئة عائلة في البلدة، وهي العائلات الأشد احتياجاً فيها.

وفي بلدة الطيبة شرقي درعا، تم توزيع الخبز مجاناً على الأهالي، من خلال تبرع من فاعل خير من أبناء البلدة، كما يحدث بشكل مستمر في بعض من القرى والبلدات الأخرى.

وغالباً ما ترصد مواقع التواصل الاجتماعي أشكال التعاون بين أفراد المجتمع في بعض المناطق، ومنها تسديد ديون المعسرين بمختلف أحياء مدن وبلدات وقرى المحافظة.

تخفيض الأسعار

وفي سياق التعاون بين أفراد المجتمع تركّز العمل في مدينة بصرى الشام شرقي درعا، على تخفيض أسعار بعض المواد الغذائية، بعد ارتفاع أسعارها بشكل جعل الكثيرين من المواطنين يعجزون عن شرائها.

وقام أهالي المدينة بمبادرة تؤمن بيع هذه المواد بسعر مخفّض، على أن يتم دفع الفروق من قبل فاعلي الخير، ومن أهالي المدينة.

ولا تقتصر هذه المبادرات على محافظة درعا، حيث هناك العديد من أشكال التعاون بين أفراد المجتمع السوري، ومساعدة للعائلات المحتاجة، في ظل ظروف معيشية غاية في السوء، جعلت غالبية المواطنين يعانون من عدم القدرة على تأمين لقمة العيش لهم ولأطفالهم.

مواجهة كورونا

أطلقت عدة قرى وبلدات في درعا مبادرات محلية، عبر قيامها بإجراءات احترازية لمنع انتشار فيروس كورونا بعد تزايد أعداد المصابين فيها، وتراجع دور السلطات الصحية الرسمية.

وذكرت مصادر محلية إن وجهاء القرى والبلدات اجتمعوا مع مديري المدارس، وأكدوا على ارتداء الكمامات في جميع الأوقات، والالتزام بالتباعد الاجتماعي في المدارس والمساجد والأماكن العامة.

وفي مدينة بصرى الشام تشكلت لجنة من الأهالي، واشترت وحدة لإنتاج وتعبئة الأوكسجين، بعد حملة تبرعات أطلقها أهالي المدينة والقرى المحيطة بها، وتمكنوا خلالها من جمع مبلغ 300 مليون ليرة سورية، لمواجهة فيروس كورونا.