لكل السوريين

انخفاض منسوب الفرات يزيد من معاناة الأهالي بأرياف دير الزور الغربية

دير الزور/ غالب هويدي 

يعاني سكان قرية الحمدي، شمال ناحية الكسرة بريف دير الزور الغربي من نقص في الخدمات الأساسية سواء من كهرباء أو مياه صالحة للشرب.

القرية التي يقطنها قرابة مئتان نسمة فقط، بحسب أحد القاطنين فيها يعتمد غالبية سكانها على الزراعة البعلية بشكل أساسي، إضافة إلى تربية المواشي، تفتقد لأدنى درجات المعيشة، في وقت يطالب فيه الأهالي بإيلاء الاهتمام لوضعهم من قبل المعنيين.

وساهمت قلة الأمطار هذا العام في تراجع إنتاج الزراعة من مساحة الأراضي التي تقدر بحوالي 25 ألف دونم، واتجه أغلب الأهالي لضمان أراضيهم لمربيي المواشي، علهم يستفيدون بعضا من الخسائر التي تلقوها.

وفي هذا السياق تحدث لصحيفتنا، السيد حمادي الحنش، أحد أهالي القرية عن الواقع المعاش فيها، فقال “الموسم الزراعي هذا العام فشل فشلا ذريعا، وبالتالي أجبرنا على تضمين الأراضي الزراعية لمربيي الأغنام، كما وأن القرية تحتاج لخدمات جمة كالكهرباء والمياه الصالحة للشرب”.

وقال “عبدالله العلي” مزارع و مربي مواشي من القرية، إن “القرية تحتاج لخدمات مثل الماء والكهرباء، القرية فيها مايقارب من 30 بئر ارتوازي لكن بسبب انعدام الكهرباء الرئيسية وارتفاع أسعار المحروقات تم الابتعاد عن الزراعة المروية إلا القليل ممن يستطيع توفير المحروقات أو من اتجه للاعتماد على ألواح الطاقة الشمسية لتشغيل الغطاسات الموجودة على الآبار لسقاية المزروعات”.

ويضيف “مياه الشرب معدومة، نقوم بشراء البرميل بـ 4000 ليرة سورية، ومع دخول الصيف ستزداد معاناتنا أكثر، ولا نقوى على الاستمرار طيلة الفصل بشراء المياه من الخزانات الجوالة”.

وقال حسين الخلف مقيم بالريف الغربي، ويمتلك أراض في قرية “الحمدي” إن “واقع القرية والقرى المجاورة بحاجة لتفعيل الخدمات ودعم المزارعين لأن مساحة الأراضي الزراعية واسعة جدا، وعندما يتم دعمنا كمزارعين سيكون المحصول الزراعي عادات لمناطق الإدارة الذاتية، وهذا بحد ذاته يعتبر اكتفاء ذاتي خصوصا أننا نزرع القمح بالدرجة الأولى والشعير”.

ولا تعد قرية الحمدي وحدها من ريف دير الزور الغربي تعاني من نقص المياه، فهناك قرى كثير على سرير الفرات تعاني من ذات الأمر، لكن الأمر مرتبط بانخفاض منسوب الفرات، والذي أثر بشكل كبير على الزراعات المروية.

ويشهد نهر الفرات انخفاضا كبيرا في منسوب المياه، حيث تواصل دولة الاحتلال التركي إغلاق نافذات المياه المتدفقة إلى الأراضي السورية منذ قرابة ثلاثة أشهر، ما أثر بشكل كبير على الزارعة والكهرباء ومياه الشرب في مناطق عديدة في شمال شرقي سوريا.