تقرير/ سلاف العلي
إن أجور الحلاقة وتصفيف الشعر تتفاوت بين صالون وآخر، وتحدد التسعيرات بعيدا عن التسعيرات الرسمية التي تحددها عادة الجمعية الحرفية للحلاقين، بحسب المنطقة التي يقع فيها الصالون، واسم الحلاق وخبرته وشهرته، وعدد متابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي.
تتفاوت أجور الحلاقة وتصفيف الشعر بين صالون وآخر في اللاذقية، لتسجل أرقاما غير ثابتة، وبين عدد من المزينين أن الأجور الرسمية وفق آخر نشرة صدرت، غير منصفة حاليا ولا توازي متطلبات المعيشة، إذ تحدد الحلاقة الرجالية بـ 7000 حتى 10000ليرة، مقابل 5000الى 7000ليرة للحلاقة الولادية، أما التزيين النسائي فحددت أجور قص الشعر ب 15 ألف-20الف ليرة، وحمام الشعر ب 7-10 ألف ليرة، والسيشوار بين 10-15 ألف ليرة، وتجهيز العروس بين 400 الى800 مائة ألف ليرة.
وبحسب مصففين فإن تكاليف مستلزمات العمل باتت مضاعفة عن أسعارها سابقا، مشيرين إلى أن الصبغة -على سبيل المثال- كانت تكلف الحلاقين ما بين 15 الى 20 ألف ليرة اليوم أصبحت بـ 35-45 ألف ليرة، وصلة الشعر كان يباع الغرام بـ 100 ليرة، اليوم 160 غراما بـ 600 مائة ألف الى 1مليون ليرة، وهكذا لباقي المواد الداخلة في عمل المصففين عموما بحسب ما ذكروا.
وأشار عدد من الحلاقين إلى اختلاف الأجور على أرض الواقع عن النشرة الرسمية وتباين الأرقام بين صالون وآخر إذ تكلف الصبغة مع اللايت بين 400 الى 600 مائة ألف ليرة بعدد من الصالونات مقابل أنها لا تتجاوز 150 مائة ألفا في صالونات أخرى.
وأشار البعض إلى أن الضرائب المالية باتت مرتفعة جدا ويتم احتساب التصنيف الأدنى لصالون الحلاقة بما يعادل 6 مائة ألف ليرة، معتبرين أنها ضرائب غير عادلة لصالونات في مناطق شعبية تحديدا يتم تصنيفها بالحد الأدنى مقارنة مع صالونات في مناطق تصنف بخمس نجوم، وفق تعبيرهم، إن الضرائب غير عادلة، كما أن فواتير الكهرباء يتم احتسابها بقيمة تجارية وكأن الصالون معمل، وكان من الضروري أن يوجد مندوب مهنة مع محصلي الضرائب لتحقيق العدالة الضريبية.
حيث ان معاناة الحلاقين من ارتفاع مستلزمات العمل ومواد ومستحضرات التجميل، فقد ارتفعت لأكثر من 100 % خلال الفترة الماضية، وتترقب صالونات الحلاقة والتجميل النسائية في اللاذقية للحصول على دفعة جديدة من خلال زيادة في أسعار خدماتها ، شهدت صالونات التجميل تراجعا يصل إلى 40% في عدد الزبائن، نظرا للزيادة الكبيرة في التكاليف، ويصعب تحديد أسعار الصبغات بشكل عام، خاصة وأن جميع المواد المستخدمة محلية الإنتاج وتأتي بتكاليف عالية، وارتفعت أسعار المواد الداخلة في عملية التجميل من صبغات وحبر وغيرها بنحو 20 – 30 بالمئة، مع العلم أن معظم المواد التي تستخدمها صالونات المناطق الراقية مستوردة، السيدة اميرة لم تتمكن من استئجار محل وفتحه كصالون حلاقة، فرغم امتلاكها معدات وأدوات المهنة، تبقى التكاليف المالية مرهقة من إيجار المحل شهريا، الذي يبدأ من 350 ألفا حتى 700 ألف ليرة سورية، وقابلة للزيادة أكثر، وتختلف باختلاف المنطقة، ويحتاج أي محل إلى تجهيزات عديدة ليصبح مؤهلا كصالون حلاقة، كما يحتاج إلى مولدة كهرباء، كون التيار لا يصل سوى نصف ساعة مقابل خمس ساعات ونصف قطع، وبالتالي تصل الكهرباء ساعة واحدة خلال ساعات العمل نهارا، وفي حال توفر المولدة، فهي بحاجة إلى وقود.
حاولت السيدة جومانة التي تعمل في تصفيف وقص الشعر منذ تسع سنوات، البحث عن عمل في أحد الصالونات، لكن الرواتب الشهرية غير مجزية، ولا تقابل تعب عشر ساعات عمل يوميا بعطلة يوم واحد في الأسبوع، وتصف العروض بأنها استغلال، كون الأجر الشهري يعادل قص وتصفيف شعر وتجميل لسيدة واحدة خلال عمل ساعتين إلى ثلاث ساعات، واضطرت إلى تصفيف شعر بعض السيدات من معارفها وقريباتها في منزلها، خلال فترات متقطعة، وبأسعار أقل، كونهن يقصدنها.
وتضطر هبة للعمل خلال يوم العطلة، وهو الاثنين من كل أسبوع، بشكل خاص في تصفيف وقص الشعر لسيدات في منازلهن، من أجل تأمين حاجات عائلتها المكونة من أربعة أفراد، وعزفت بعض زميلات سلوى عن العمل في الصالونات، واتجهن للعمل بشكل شخصي بمنازلهن، وبقي بعضهن مضطرا للعمل في الصالونات لعدم امتلاكهن أدوات ومعدات الحلاقة.
بيع الشعر أصبح ظاهرة رائجة بين النساء اللواتي يواجهن ظروفا اقتصادية سيئة.
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي إعلانات نشرها صالون حلاقة في مدينة جبلة بمحافظة اللاذقية، يعرض فيها على النساء بيع شعرهن بمقابل مبالغ مالية تصل إلى 4 ملايين ليرة سورية، وهنالك إعلانات صالون حلاقة في جبلة، تعرض على النساء بيع شعرهن مقابل مبالغ تصل إلى 4 ملايين ليرة سورية، فظروف معيشية صعبة تجبر النساء على بيع شعرهن لتأمين لقمة العيش، وتبرز ظاهرة بيع الشعر لدى بعض النساء ، وذلك من خلال عرض شعرهن أو شعر بناتهن للبيع عبر منشور على موقع فيس بوك، مرفقين صورا تظهر ضفائرهن بهدف توضيح شكل الشعر وطوله ولونه للزبائن، وتقول السيدة زهور صاحبة احد الصالونات إن فكرة قص الشعر وبيعه لصالونات الحلاقة باتت رائجة في الفترة الأخيرة من قبل الفتيات خاصة ممن يواجهن ظروفا اقتصادية سيئة، مثلهم مثل العديد من الأسر ممن باتوا غير قادرين على سد احتياجاتهم، ولذلك لا يجدن سوى أن يقصصن شعرهن ويبعنه لصالونات الحلاقة بعد الاتفاق معهن، يبحث الناس عن أي وسيلة لتحقيق مكسب مادي يعيلهم في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية والتضخم الحاصل بالأسعار، حتى وصل الأمر ببعض الفتيات إلى عرض شعرهن للبيع على الإنترنت، ولوحظ لجوء بعض الأسر إلى بيع خصل شعر بناتهن بأسعار متفاوتة تبعا للون والطول والجودة، وقد لا يطلب البائع سعرا محددا ويترك المقابل المادي لما يدفعه الراغبون لقاء الحصول عليها، وأكد حلاقون، أن عرض الشعر المقصوص ازداد الفترة الأخيرة ضمن صالونات الحلاقة النسائية، سواء من نساء بالغات أو حتى من أطفالهن، مشيرين إلى أنه رغم الزيادة في العرض ضمن الصالونات فإن كثيرا من الأسر تلجأ لبيع خصل الشعر عبر الإنترنت للحصول على مبالغ مالية أعلى ودون وسيط، والشعر الطبيعي القابل للصبغة هو الأكثر طلبا، حيث يصل سعر الوصلة بعد معالجتها وحبكها إلى أكثر من مليون ليرة سورية في الأسواق، وتستخدم للزينة ضمن صالونات التجميل وهي وصلات مطلوبة من المشاهير، وقد تستخدم لصناعة البيروك، أو لتغطية حالات الصلع المرضية، وانتعشت تجارة الشعر وخاصة شعر الفتيات الصغار في السن لقدرة الأهل على إقناعهن في التخلي عن شعرهن الطويل، وهناك بعض الأسر تقوم بتطويل شعر بناتهن والعناية به لبيعه كلما وصل إلى طول معين، ان تجارة الشعر تزدهر أكثر فأكثر كلما ازداد الوضع الاقتصادي سوءا، وانتشرت على فيس بوك صفحات ومجموعات خاصة بتجارة الشعر، وبيع جميع أنواع الشعر الطبيعي، في حين أنشئت مجموعات مفتوحة لعرض خصلات الشعر من البائع فورا إلى الزبون الراغب مثل صفحة وصلات شعر طبيعية للبيع، في حين كانت المجموعات الضخمة المتخصصة بتجارة الشعر مغلقة وأعلنت بعضها حتى خدمة الشحن للمحافظات مثل صفحة وصلات شعر طبيعي في اللاذقية.
عموما لا تخضع جميع الخدمات والمواد الاستهلاكية في الأسواق المحلية لسياسة السعر الواحد، وتتحكم بما يفرضه التاجر وأصحاب المحلات من تحديد نشرات الأسعار، وسط غياب الرقابة التموينية وعدم وجود ضوابط فعلية تحد من هذه الظاهرة، أو تعمل على فرض سعر موحد في مختلف المناطق الشعبية والراقية.
ان سوق الحلاقة يخضع لتلك الفروق في الأسعار، حيث تتباين الأجرة بين منطقة وأخرى لاختلاف سعر الآجار والضرائب، فضلا عن التكاليف التي تدخل في العملية الإنتاجية للحلاقة الرجالية أو النسائية، وذلك وفقا لما يبرره أصحاب الصالونات، وبين الأحياء الشعبية ونظيرتها من الأحياء الراقية، ففرض الأمر تفاوتا ملحوظا بالأسعار التي تجاوزت أصلا تسعيرة الجمعية الحرفية، وكان المسوغ للموضوع كما عزا أصحاب الصالونات ، لارتفاع مصروف الكهرباء والمولدات وأجور العاملين ، أسعار القص ليست وحدها المرتفعة والمتفاوتة بين صالون وآخر، كذلك صبغات الشعر أو ما يسمى الهاي لايت، وأن حرفي الحلاقة مظلوم جدا خاصة بالتسعيرة المحددة له، فلا يوجد محل باللاذقية آجاره يقل عن مليون ليرة بالشهر، إضافة للضرائب المترتبة عليه، وتكاليف حصوله على المواد، فالزبون ينظر للحلاق كشخص واحد وخدمة واحدة دون احتساب أجرة الأيدي العاملة في الصالون أو ثمن المواد أو تكاليف المحروقات التي يتحمل الحلاق نفقتها لتقديم هذه الخدمة، أن تسعيرة الحلاقين يفترض أن تقاس بحجم العمل خاصة وأن عملهم موسمي يقتصر على ثلاثة أشهر الصيف فقط، فالجميع يعلم أن عملهم في الشتاء يختلف عنه في الصيف موسم الأعراس والحفلات، لكن مصاريفهم من آجار وضرائب ومواد هي نفسها كل العام.
وهنالك وجود مراكز تجميل تقدم خدمات طبية، حيث أنها مخالفة للمهنة ويجب أن تكون هذه الخدمة مقدمة من أطباء مختصين، ولا يمكن الحصول على هذه الخدمات في مراكز التجميل، لكن صالونات التجميل النسائية أصبحت مصدر رزق، رغم الارتفاع الهائل في الأسعار التي لا يمكن أن يتقبلها أي إنسان طبيعي في بعض المحلات، وتتفاوت الأسعار من صالون لآخر، إننا نرى عدة صالونات إلى جانب بعضها وكل واحد سعره يختلف عن الآخر، فمثلا ماكياج العروس يتقاضون عليه في بعض الصالونات70 ألف ليرة وماكياج عادي للسهرة 20آلف ليرة على الرغم من إنه نفس الماكياج ونفس المواد ولمجرد اسمها عروس يتقاضون هذا المبلغ أما بالنسبة لصبغة الشعر إذا قامت أي سيدة بعملها في المنزل لا تكلفها سوى سعر العبوة 15 الف ليرة وإذا في صالون التجميل في بعض المحلات يتقاضون 50 ألف ليرة ومحلات 70 ألفا وفي حي الأميركان إذا كان هناك سحب لون يتقاضون150 ألف ليرة في حي الرمل 20الف ليرة أي لا تختلف فقط إلا بالأجرة وهي نفسها المادة ولكن المختلف بالموضوع هو اسم الصالون فقط، فنون التجميل هي بحد ذاتها لها عدة معاني ولكن يختلف بالتفاصيل الطريقة والأشخاص، صحيح أحيانا المساحيق التجميلية تغير الشكل الخارجي ولكن ما في الداخل لا يتغير مهنة التجميل فيها أبداع وذوق ولكن البعض منهم اعتبروها وسيلة ربح سريعة دون مراعاة لأي عرف وقانون ، والسؤال الذي يطرح نفسه وبحاجة لإجابة حقيقية مواد التجميل التي تزين واجهات البيع كيف وصلت إليها وتربعت فيها هل من ضابط حقيقي لهذه الحالات ولأسعارها الجنونية.