لكل السوريين

مساعدة لإعالة العائلات.. امرأة من السويداء تؤسس مشروع تطريز

السويداء/ رشا جميل

بدأت المدرّسة “نزيهة معروف” بمشروعها لتعليم حرفة التطريز بشك الخرز، وهي مهنة قديمة ومن التراث الشعبي لمحافظة “السويداء”، ويأتي هذا المشروع كمساعدة لإعالة العائلات في المحافظة، ولتأمين فرص عمل ومردود مالي من خلال زيادة الإنتاج، وقد استخدمت تقنيات جديدة وقامت بتدريب شابات على هذه الحرفة.

وقالت “معروف” أن فكرة المشروع أتت بعد أن لاحظت الفرق في الأسعار بين “المطرز والسادة”، وزيادة الطلب على الألبسة النسائية المطرزة بالخرز، واتجهت إلى البحث والاطلاع على كل ما يخص هذه الحرفة لتحقيق المعرفة والتعلم، حيث توجهت إلى مشاغل التطريز في دمشق وحلب، بالإضافة لمعامل الألبسة بهدف التعرف على طرق التدريب والإنتاج والتسويق. وبعد المامها ومعرفتها بأسرار وتقنيات هذه الحرفة، بدأت بتشغيل عشرات العاملات بتكاليف أولية وإنتاج جيد يحقق جانب من الاكتفاء الذاتي، مختصرة بذلك الكثير من الوقت والعمل والجهد على الراغبات في العمل حسب قولها.

وأضافت أن هذه الحرفة تعتبر نوع من أنواع الإبداع الفني، وهي عبارة عن تصاميم من الرسوم والنقوش والزخارف المختلفة التي يتم تنفيذها على فساتين العرائس والأرواب والعُبي النسائية، بالإضافة إلى المفروشات والزينة المنزلية، مبينة أن جميعها مرتبطة بالتراث الشعبي والتقاليد التي مازالت متواجدة عند معظم صناعي سوريا.

وتوضح “معروف” أنها كانت واثقة من أن المشروع سيلقى إقبال من المتدربات، خاصةً أن معظم المتدربات والعاملات يبحثن عن عمل يناسب أوقاتهن وأوضاعهن الاجتماعية، كما أن هذه الحرفة تجمع بين الفن والإبداع والمتعة.

وبالنسبة لبداية المشروع وتكاليفه، كانت البداية بدعم من مجموعة “معاً للاكتفاء الذاتي”، وبمساعدة مدربة خبيرة، حيث تم إنشاء مقر وتجهيزه بطاولات النول التعليمي وعدد من “سنانير” الحياكة الخاصة بشك الخرز، وبذلك بدأت أول دورة تدريبية وكانت مدتها شهر واحد مع مجموعة من المتدربات، بأجور بسيطة ساهمت في دفع بدل الإيجار وبعض تكاليف المواد المستهلكة، وبعد العمل مع فعاليات صناعية قامت بإرسال طلبيات بدأت بعض الخريجات بالعمل والإنتاج، وتعتقد معروف أنها إذا حققت النجاح سيبلغ الحد الأدنى لإنتاج العاملة الشهري ما يقارب 250 ألف ليرة، وبزمن عمل يصل إلى 25 ساعة في الشهر .

وقالت “معروف” عن الصعوبات والعراقيل والمنافسة التي واجهتها في المشروع: بعد انتهاء فترة تدريب المجموعة الأولى والاختبار على الألبسة، بدأنا التوسع بعملنا بمساعدة من منظمتي “بلدي” و”سيريانا”، ثم انتقلنا إلى المقر الجديد واستقبلنا عدد من المتدربات الجدد، وكانت الصعوبة التي واجهتنا عند البدء بالإنتاج والتسويق هي الوصول إلى مصانع ألبسة كبيرة ومصدرة خصوصاً إلى دول الخليج، أما بالنسبة للمنافسة فلا توجد منافسة، حيث تحتاج هذه الحرفة إلى الكثير من العمل، وتطلب الخبرة والسرعة في الإنتاج