لكل السوريين

نقص الكادر التدريسي يجبر أهالي في حماة على إخضاع أبنائهم لدروس خصوصية

حماة/ جمانة الخالد

يشتكي بعض أولياء الأمور من نقص الكادر التدريسي في حماة، ما يؤثر في مستوى أبنائهم وجاهزيتهم لامتحانات الثانوية، وهو ما سعت العائلات لتلافيه بالدروس الخاصة، رغم العبء المادي المترتب عليها.

وفرضت حالة النقص في الكادر التعليمي ضمن بعض مدارس المحافظة تأثيرًا اقتصاديًا إضافيًا على العائلة التي تضطر لإخضاع ابنها أو ابنتها لدروس خاصة، لتلافي النقص أو حالة الفقد التعليمي التي تعيشها بعض المدارس، ولا سيما بالنسبة لطلاب الشهادة الثانوية، الذين يقفون على بعد خطوة من الحياة الجامعية.

ويتجلى النقص في بعض مدارس الريف بشكل كبير والمدينة بدرجة أقل بمدرّسي الفلسفة، وهي مادة موسعة لطلاب الفرع الأدبي، إلى جانب اللغتين الإنجليزية والعربية، والرياضيات، إحدى أبرز مواد الفرع العلمي.

وتدفع عوائل خمسة آلاف ليرة عن كل درس خاص لكل من المواد التي تحصل على درسين لكل منهما أسبوعيًا، ما يعني أن التكلفة الأسبوعية لدروسها 20 ألف ليرة سورية.

ويعقد المعلم جلسة الدرس الخاصة لثلاثة طلاب معًا، يدفع كل منهم خمسة آلاف ليرة عن كل درس مدته ساعة واحدة، وهو رقم غير ثابت، يختلف مع كفاءة المعلم وعدد الطلاب.

وأمام تفاوت قدرات العائلات المادية، في ظل أوضاع اقتصادية متردية في عموم مناطق سوريا، طلاب لتعويض عدم قدرتها على نفقات الدروس الخاصة بمتابعة جلسات تدريس لمنهاج الثانوية عبر “يوتيوب”، كبديل أقل تكلفة عن تلك الدروس، لكنه في الوقت نفسه أقل جدوى بالنسبة للطالبة.

وإلى جانب نقص الكادر التدريسي، يعاني بعض الطلاب ازدحام الغرف الصفية التي يمكن أن تضم 40 طالبًا، إلى جانب غيابات المعلمين، ما يهدد بتأثير سلبي خصوصًا لدى طلاب الثانوية بفرعها العلمي الذي يتطلب منهاجها شرحًا وتبسيطًا للفكرة، أكبر من المطلوب لدى طلاب الفرع الأدبي.

في العام الدراسي 2022، بلغت نسبة النجاح في سوريا بالشهادة الثانوية بفروعها، 55.24% لطلاب الفرع العلمي، و53.98% لطلاب الفرع الأدبي، و65.19% لطلاب الثانوية الشرعية، وفق ما أحصته وزارة التربية في الحكومة السورية حينها.

كما أن النقص الأكبر في تخصصات اللغة ضمن المدارس يكون في اللغة العربية عادة، بسبب ميل المدرّسين للهجرة منذ 2011، إلى جانب تدني الأجور، ما يدفع المعملين نحو المدارس والدروس الخاصة.

وهناك ضعف في تعيين خريجين جامعيين مختصين أصلًا في اللغات، وهو ما تتجه بعض المدارس لتلافيه عبر خريجي قسم معلم صف، أو السماح لطلاب جامعيين بتدريس الإنجليزية مثلًا رغم عدم تخصصهم بها، بحسب شهادات.

ويتقاضى المعلمون معاشًا شهريًا يتراوح بين 130 ألفًا و150 ألف ليرة سورية تقريبًا، منذ أحدث زيادة على الرواتب في كانون الأول 2021، وجاءت حينها بنسبة 30% للعاملين والموظفين، و25% للمتقاعدين.

كما حلّت سوريا في المركز الـ18 من أصل 117 بلدًا في مؤشر معدل فقر العاملين، بحسب تصنيف “منظمة العمل الدولية” لعام 2022.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) قدّرت، في كانون الثاني 2022، عدد الأطفال المحرومين من التعليم في سوريا خلال السنوات العشر الأخيرة، بأكثر من مليوني طفل.