لكل السوريين

للأطفال أراجيح الفرح.. وليس القذائف والسواطير

لطفي توفيق

محنة مئات الأطفال الذين أطلق عليهم القتلة اسم أشبال الخلافة..

بين القذائف والسجون..

تدمي القلوب التي مازالت تنتمي إلى آدميتها.

وتعيد طرح الأسئلة المريرة للمرة الألف:

إلى متى تستمر مآسي الطفولة المريرة!!.

وإلى متى يستمر اغتيال الطفولة المذبوحة من الوريد إلى الوريد!!.

وعلى ماذا تفتحت عيون أطفال هذا الزمن!!.

وماذا اختزنت ذاكرتهم لمستقبل قد يأتي..

وقد لا يأتي….

حروب.. وقتل.. واغتصاب.. وعنف.. وتشويه.

وقصف مرعب.. ومشاهد قتل وذبح مروعة.

وقهر في ساحات القتال..

وفي المخيمات والسجون.

وماذا عن الأطفال الذين يتقاسمون أرصفة الشوارع ليلاً مع الكلاب الشاردة..

ويتنافسون مع قطط الشوارع فجراً..

في البحث عمّا يمكن أن يسد الرمق في حاويات النفايات.

وماذا عن طفلة تحمل البسكويت والعلكة والسجائر المهربة..

وتتوسل للمارة لشراء أي شيء من بضاعتها.

لتتمكن من جمع ثمن رغيف يسكت صوت أمعائها الخاوية.

وعندما تفشل..

تقف بذل وانكسار..

أمام أي مطعم لعلها تحصل على ما يسد رمقها..

وغالباً.. ما تتعرض للضرب والطرد والإهانة.

فملامحها الخريفية.. وثيابها الرثّة..

لا تليق بأصحاب الكروش المتورمة من زبائن المطعم.

وقد تخفف من شهيتهم المفتوحة على التهام كل شيء.

ونادراً.. ما تحصل من مطعم شعبي

على بقايا طعام قبل رميها في النفايات.

وماذا عن الأطفال الذين تحولوا إلى ثروة  في جيوب تجّار الجنس..

وتجّار الأعضاء البشرية.

على هذا العالم أن يخجل من نفسه أمام أطفاله..

وأن يخوض باسم الطفولة..

حرباً مقدسة على الحروب البغيضة..

لينعم الأطفال بالطفولة والسلام.

وأن يتعلم من الأطفال والطفولة..

نقاء القلب وصفاء النفس.

فالسلام في عيونهم..

والبراءة  في ابتساماتهم.. والغبطة في شقاوتهم.

وعلى هذا العالم أن يخجل من أطفاله..

ويتركهم يلاحقون الفراشات.

ويداعبون الأزهار بشقاوة.

ويسابقون النهر بسذاجة.

ويتوسدون العشب الأخضر حين يتعبون.

وعلى الوطن الذي يستحق الحياة..

أن يمطر جبين أطفاله بالقبلات..

لا بالقذائف والسواطير.

وأن يؤمن لهم أراجيح الفرح..

ومقاعد للدراسة..

وأماكن اللهو واللعب.

وليس الخنادق والسجون..

والمنازل التي تهدمت فوق رؤوسهم..

والمدارس التي تحولت إلى ثكنات ومتاريس.