لكل السوريين

بُترت بألغام داعش.. طفل من ريف حماة يتحدث عن مرارة فقدان ساقه

السوري/ الطبقة ـ بعد السنوات الأولى من عمره التي لم تتجاوز السابعة نشبت الحرب في قريته الصغيرة ليضرب الإرهاب براءة الأطفال، ويصيب الطفل فارس الحسين، ويهجّره من قريته، فيفقده ساقه ويزيد من عناء الأسرة إعاقة الأب والولد معاً.

نزح مع عائلته من عقيربات بريف حماة الشرقي، وحط الرحال بمدينة الطبقة عقب تحريرها على يد قوات سوريا الديمقراطية من داعش.

وشهدت مناطق شمال شرق سوريا وفودا بعشرات الألوف صوبها، وأغلبهم من المناطق التي تقبع تحت سيطرة الحكومة السورية، وأعداد أخرى من المناطق المحتلة من قبل تركيا، ومرتزقتها في شمال غرب البلاد.

حادثتان أصابتا العائلة وأمرّها فقدان ساق فارس

صحيفتنا كان لها لقاء مع والد الطفل، والذي روى لمراسلنا تفاصيل بتر ساق ابنه، فقال “بعد خروجنا من قريتنا؛ اعتمدنا الذهاب إلى مناطق قوات سوريا الديمقراطية، وقبل الوصول عبر الطرق الترابية، انفجر لغم بسيارتنا، كان قد زرعه تنظيم داعش حيث أن المنطقة التي تقع فيها قريتنا كانت خاضعة لسيطرته”.

ويضيف “كنا 11 شخصا في السيارة، أن وولدي من بين المصابين، ويوجد وفيات أيضا، وأنا في هذه اللحظة لم أعد أحس بقدمي، ولكن طفلي فاقد لوعيه، وعندما تفقدت جسده وإذ بي أرى قدمه متأثرة، وما إن وصلنا للمشفى وإذ بهم يقررون قطع قدمه، يا إلهي يا للفاجعة؟!”.

لم يكن يدرك والد الطفل أن الذي لم يصل لـ 11 من عمره أن مصير طفله سيكون الإعاقة الدائمة مدى الحياة، وعن هذا يقول “هربنا من الموت هناك، وعلى الطريق وجدنا المرارة، مرارة النزوح، والجوع والخوف والتعب، وانتهى بنا المطاف ببتر قدم ابني”.

لم تكن إصابة ابنه فارس هي الإصابة الوحيدة، فهو أيضا مصاب، وابنه الآخر مصاب بشظية في الرقبة، “قمت ببيع المساعدات التي أتلقاها في مخيم المحمودلي لتأمين بعض متطلبات الأسرة، لا أستطيع العمل لتأمين قوت الأسرة”.

ويقع مخيم المحمودلي بريف الطبقة الشمالي، يبعد عنها مسافة 13 كم، وتقطن فيه مئات العائلات النازحة من كافة المحافظات السورية، والمناطق التي تحتلها تركيا في سوريا، ويدار المخيم من قبل الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا.

أمل وحيد يصبو إليه فارس، بحسب ما روى لصحيفتنا “آمل بالحصول على طرف اصطناعي لأتمكن من المشي مثل بقية الأطفال، وأمارس حياتي البسيطة، اشتقت للعب معهم، لكن الإرهاب منعني من ذلك”.

تقرير/ ماهر زكريا