لكل السوريين

قاطنو مخيم كفر لوسين بإدلب: نخشى من وصول كورونا إلى مناطقنا عبر جنود الاحتلال ومرتزقته

السوري/ إدلب ـ لا دراسة لا تعليم لا نظافة لا عناية، فقرٌ في كل مكان، سرقات، نهب، خوف، جوع، مرضٌ، كل هذه العوامل جعلت من مخيمات النازحين في شمال غرب سوريا غابة أو ربما تكون الحياة ضمن الغابة أفضل بعض الشيء.

بتلك الكلمات عبر عدد من نازحي مخيم الأصفر في منطقة كفر لوسين عن بعضٍ من معاناتهم التي وصفوها بأنها قنبلة موقوتة لا يمكن التنبؤ بموعد انفجارها.

مراسل صحيفتنا جال في كافة أرجاء المخيم، والتقى ببعض القاطنين في المخيم، حيث كان الكل متجمهر أمام نقطة طبية أو مستوصف صغير.

الازدحام الشديد دفع مراسلنا للالتقاء بإداري المخيم الذي يدعى أبو ياسين، وهو نازح من ريف حماة الشمالي، وعندما سأله عن وضع الحياة في المخيم، قال “منذ أكثر من عامين وأنا مقيم في هذا المخيم، لم يكن بهذا الحجم، ولكن بعد الهجوم الأخير للحكومة السورية تضاعف عدد القاطنين فيه”.

وعن الوضع الصحي، قال “بقدر الإمكانيات، نقدم للأهالي القاطنين في المخيم التوعية اللازمة لمواجهة جائحة كورونا، ونهدف للحيلولة من انتشار هذا الوباء، وهناك بعض التجاوب من البعض، إلا أن الغالبية لا تتقيد نظرا لتردي الوضع المعيشي”.

وفي رد له على سؤالنا، حول استعدادهم في المخيم لمواجهة كورونا، قال “طالبنا أكثر من مرة بتأمين غرف خاصة بالحجر الصحي، وكمامات ومعقمات، ولكن لا حياة لمن تنادي، الأتراك منهمكون في إدخال السلاح إلى سوريا، ومواجهة كورونا في بلادهم فقط، أما نحن فلم يقدموا لنا أي شيء يذكر”.

أبو إبراهيم، نازح من ريف دمشق، أشار إلى أن القاطنين في المخيم لا يهمهم مواجهة كورونا بقدر ما يهمهم تأمين لقمة العيش لأطفالهم، في وقت بات فيه بشكل ملحوظ تناقص في أعداد السلل الغذائية التي كانت تصل المخيم، متهما بذلك إرهابيو جبهة النصرة المدعومين من أنقرة بسرقة العديد من السلل، وتوزيعها على عوائل المرتزقة.

وعن واقع المرأة ضمن المخيم، قالت السيدة أم محمد “أنا نازحة من مدينة مورك، وواقع المرأة صعب للغاية ليس في المخيم فحسب، وإنما في عموم شمال غرب سوريا، المخيمات قليلة الاهتمام، والمستوى الصحي صعب للغاية، وأكثر فئة تعاني ضمن المخيم هن الأرامل”.

ويتخوف نازحو المخيمات في شمال غرب سوريا من انتشار فيروس كورونا في المنطقة، نظرا لأنها خاضعة لنفوذ دولة الاحتلال التركي، والفيروس بات يوسع انتشاره في الداخل التركي بشكل كبير.

تقرير/ عباس إدلبي