لكل السوريين

سوريون يهنؤون الكرد بيوم اللغة الكردية

هنأ عدد من المواطنين السوريين أبناء المكون الكردي بيوم اللغة الكردية الذي صادف السبت الماضي، مؤكدين على أن ما تحصل عليه الأكراد من حقوق وإن كانت في بقعة جغرافية من سوريا وليس كلها؛ تعد من ثمرات التلاحم الوطني الذي عكس الانتماء للغة الكردية، والتمسك بها رغم كل ما حيك ضدهم، مؤكدين اعتزازهم بكافة الثقافات والقوميات السورية.

وصادف يوم السبت الماضي الموافق لـ 15 أيار يوم اللغة الكردية، ولم يعتد المواطنين الأكراد السوريين الاحتفال بهكذا مناسبات، حيث كانت الحكومة السورية تفرض عليهم ثقافات جديدة، كانت تسعى من خلالها لإبعادهم عن ثقافتهم الأم.

وحول هذا، التقت صحيفتنا بعدد من المواطنين من أبناء المكونات السورية، ومنهم خالد الحامد، المقيم في السويد، وهو من أبناء محافظة دمشق، ومن المكون العربي، الذي قال “نبارك لكافة المكونات السورية هذه المناسبة، وبالأخص لأشقائنا الأكراد، وإخوتنا في الدم والأرض والوطن”.

ويضيف “هذه المناسبات لم نكن نعتد عليها في فترات ما قبل الأزمة، حيث كان أشقاؤنا الأكراد ممنوعون من التحدث حتى بلغتهم الأم، ومع بداية الأزمة السورية باتوا يحتفلون بثقافتهم بشكل حر وعلني، ولهم الحق في ذلك كما للمكونات السورية الأخرى الحق أيضا”.

واعتبر جوزيف سركسيان، من المكون السرياني من مدينة معلولا بريف دمشق، أن مجرد احتفال الأكراد بثقافتهم في بقعة جغرافية من سوريا يعكس الصورة الحقيقية للواقع المعاش في شمال شرقي البلاد، على عكس الروايات التي تتحدث عن تمييز عنصري كما يروج له عن طريق وسائل إعلامية لا تمت للواقع بصلة.

وقال أيضا “أنا كمواطن سوري انتمائي لوطني الأم يكون عندما يحفظ وطني لي كافة حقوقي الثقافية والدينية والمعتقدات دون تمييز للأغلبية على حساب الأقليات كما تسميها الحكومات المتتالية، فاليوم أنا أهنأهم وغدا هم يهنؤونني وبعد غد نحن والأكراد نهنئ العرب وهكذا تكون الصورة الحقيقية، هكذا باختصار ما يسمى أخوة الشعوب”.

وقالت نادين العلي، شابة تقيم في بلاد المهجر أن “الأكراد شعب مضطهد، وهم لا يختلفون عن بقية المكونات السورية، عانوا ما عانوه، والآن يحق لهم أن يحتفلون بلغتهم الأم وأي ثقافة أو طقس من ثقافتهم المرتبطة بهم، حقا عندما ترى العربي يحتفل بثقافته والكردي يحتفل بثقافته والسرياني والشركسي فهذا خير دليل على صدق المنهج المطبق في الجزيرة السورية”.

وأضافت “من الآن فصاعدا لن يعود هناك أي مكان للإقصاء أو التمييز القوموي أو الطائفي، فالشعب السوري بكافة شرائحه تحرر من التمييز والعنصرية، وبات يدرك تماما ما معنى أن تكون إنسانا، وما إن تخلصنا من كل هذه المنغصات فصدقا سننعم بسلام وأمان في بلدنا الحبيب سوريا”.