لكل السوريين

الحكومة عاجزة.. “تسول الأطفال” ظاهرة تواصل الانتشار في السويداء

السوري/ السويداء ـ حالة التسول في محافظة السويداء، امتدت لتصبح (ظاهرة) مكتسحةً أزقة المدينة وشوارعها، متسولون منتشرون هنا وهناك، أمام المطاعم والكافيتريات، أمام مجلس المدينة والمالية لعديد من الأطفال، أطفال ملقنين بعض الجمل ويمارسون التسول على أكمل وجه.

مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل في محافظة السويداء- بشرى جربوع كشفت “أنه تم ضبط 25 متسولاً خلال العام الفائت، والشهر الأول من العام الحالي، وتم تحويلهم إلى فريق «سيار» وهو برنامج تعليمي تابع لمديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، إضافة إلى ضبط 8 حالات تسول متكررة ودراسة 4 حالات منهم ضمن بيوتهم حيث تم تحويلهم إلى الجمعيات الخيرية لتقديم المساعدات لهم.

وأشارت في تصريحٍ لها إلى عواقب ظاهرة التسول ولاسيما بما يخص الأطفال لأن التسول سيصل بأحدهم إلى أن يصبح مجرماً أو متعاطياً ناهيك عن الوصول به إلى الانحراف على جميع المستويات الأخلاقية والفكرية والسلوكية، مشيرةً إلى أن أهم أسباب انتشار التسول هو الفقر.

ويعتبر الأطفال الأكثر انتشاراً ممن يمتهنون التسول، فعمالة الأطفال باتت مهنة في السويداء، منهم مهجرون من محافظات أخرى، ومنهم من يجول في الشوارع من دون وثائق ثبوتية ولديهم رب عمل، يشرف على توزيعهم ليحصل بالنهاية على مبلغ لا بأس به من مال التسول.

وقد أكدت “جربوع” أن معظم تلك الحالات تمت مراقبتها بالفعل وجمعها من الشارع، كما تم إدخالها إلى دار الرعاية وإطعامها وتقديم كثير من الخدمات لها ثم تحويلها إلى القضاء لمعرفة الأسباب الدافعة إلى امتهانها التسول، كما جرى إحضار آباء هؤلاء الأطفال وكتابة تعهد خطي بعدم السماح لهم بالعودة إلى الشارع”.

مسؤولة مكتب مكافحة التسول- سلفانا القنطار قالت “إن عمل المكتب يتلخص بملاحقة الأشخاص المتسولين وتوقيفهم إلا أنهم يفاجؤون بأن 99% منهم لا يملكون أوراقاً ثبوتية تثبت شخصيتهم، وأكدت القنطار أن المقترح المرفوع للمحافظ بأهمية تشكيل لجنة مشتركة من جميع الجهات المعنية لمكافحة ظاهرة التسول مازال نائماً في أدراج المعنيين”.

وقد استطاع فريق (سيار) التطوعي في السويداء إنجاز العديد من المبادرات والنشاطات التي استهدفت دعم الأطفال وحمايتهم من أخطار العمالة والتسرب من المدارس والتسول.

ثراء عطا، منسقة مشروع سيار في السويداء أكدت أن النهاية تكون غير موفقة بأن بعض هؤلاء الأطفال يعودون للتسول وآخرين إلى منازلهم وذلك لعدم توفير تسهيلات من قبل الجهات المعنية، فإحداث مقر صديق للطفولة هو أهم مطالب «سيار»، إضافة إلى أيام وساعات أطول ضمن المركز الثقافي.

تقرير/ رشا جميل