لكل السوريين

“المكنس الريفي” أداة بسيطة للتنظيف تدخل ضمن تراثيات المنطقة

السوري/ الطبقة ـ تعد مكانس البيوت الريفية في منطقة الطبقة من أبسط أدوات التنظيف، التي تستخدمها النساء في المدينة، والتي تجمعها من بعض النباتات المحلية كالطرفة والمستحية.

لا تزال صناعة المكانس المنزلية البسيطة المتوارثة حاضرة في بيئة طبيعية للمنطقة، تنمو فيها نباتات مختلفة، حيث أنها في أغلب الأحيان تزرع داخل المنزل أو في أطراف الحدائق، إلا أن هناك بعض الأهالي يهتمون بوجود تلك الأشجار قريبة من منزلهم.

فرغم التطور الصناعي حافظت الفتاة الريفية على استخدام أبسط النباتات، لأمور تخص العائلة والاستفادة منها، في جانب الصناعات البسيطة التي لا تدخل فيها الآلات المتطورة، وإنما تعتمد على مهارة يد صانعها وذلك في تجميعها وتنسيقها وترتيبها.

في حين تلجأ أغلب الريفيات في المنطقة للاستفادة المادية، من تجميع عيدان نبتة المستحية، وقصها وتنسيقها بعمل يدوي تتقنه المرأة الريفية بكل سهولة وبساطة وهي تحتاج للخبرة في الجدل وربط العيدان.

ومن الضروري أن تمتلك الريفية خبرة قص المكنس من النبات بحيث لا يتكسر أو يتفرع كثيراً، وأن تكون النبتة نامية بشكل جيد، حيث يتم قصها بطول لا يتجاوز المتر ولا يقل عن 75سم، لأن ذلك يعطي للمرأة حرية التحكم بطول ساق المكنس التي سيُعمل على تجميعها، بعد أن يقوم بعملية التشميس لفترة معينة لا تتجاوز اليومين ” كما قالت فاطمة الرحيل.

وأكدت فاطمة “عرفت من الأجداد أهم النباتات التي تستخدم في صنع المكنس لتنظيف الأرض الترابية والموحلة، خصوصاً في حالة الأمطار والرطوبة في التربة لتكون نبتة المستحية المصدر الوحيد لسرعة التنظيف من الطين الملتصق بالأرض وقوة عيدان المكنس في جمع التربة والأحجار الصغيرة”.

أشارت فاطمة إلى أنه تقوم نسوة الريف بزراعة بذار نبتة المستحية، في نهاية فصل الشتاء وبداية فصل الربيع وعندما تكبر النبتة وتتحول للون الأحمر نقوم بحصادها وقصها.

في حين عندما لا تنبت المستحية في أرضنا أو دارنا، أطلبها من بعض النسوة ليحضرن لي أغصان المكنس من الأرض، التي يعملن فيها، واختتمت بقولها إنها أرخص وذات استدامة أطول.

تقرير/ ماهر زكريا