اختطفت مجموعة مسلّحة مدير مؤسسة النقل في محافظة السويداء، وهو من أبناء العشائر، وتمكّن بعض الأشخاص من احتجاز أحد أفراد المجموعة أثناء عملية الاختطاف.
ثم أُطلقت المجموعة سراح المدير، كما أطلق سراح المحتجز منها، ونقل إلى المشفى بسبب تعرّضه لضرب مبرّح أثناء احتجازه.
وفي اليوم التالي تجدّدت عمليات الخطف العشوائي، إذ اختطفت المجموعة نفسها مواطناً من عشائر قرية ريمة اللحف في مدينة شهبا، وقامت بتعذيبه بشدة قبل أن تفرج عنه.
وأسفرت هذه الحادثة عن تصاعد التوتر في المنطقة، وأدت إلى مزيد من عمليات الخطف، ونصب الحواجز، واعتراض الطرق أمام المدنيين، وسط موجة من التحريض الطائفي على مواقع التواصل الاجتماعي، تديرها حسابات مجهولة، وأخرى معروفة، تغذّي النزاع، وتدفع باتجاه التصعيد، في ظل غياب أي دور للقانون وانتشار السلاح المنفلت.
وشهد طريق دمشق السويداء، قرب بلدة المطلة، اعتداءات على السيارات العابرة نفّذتها مجموعات مسلحة تستقل عدّة سيارات، مما أدى إلى مقتل شابين أخوين من مدينة دمشق، وإصابة آخرين، من بينهم مواطن من بلدة حضر.
اعتداءات عشوائية
على خلفية أحداث مدينة شهبا، نفذت مجموعات مسلحة اعتداءات عشوائية في محيط بلدة المطلة على طريق دمشق السويداء، أسفرت عن قتلى وجرحى، إلى جانب عمليات خطف عشوائية، في مشهد يتكرر غالباً في هذه المنطقة الواقعة تحت سيطرة جهاز الأمن العام، حيث تشهد بين الحين والآخر اعتداءات على السيارات العابرة بين دمشق والسويداء، في ظل فوضى السلاح، والتحريض الطائفي المتبادل، واستهداف المدنيين بشكل عشوائي، وغياب أي دور للجهات الأمنية في ردع هذه الاعتداءات.
وذكرت مصادر محلية إن عدة سيارات تعرضت لحوادث إطلاق نار ومحاولات توقيف من قبل المسلحين، ومن بينهم سيارات كانت ترافق جنازة فقيد من أبناء السويداء، وتضاربت الروايات بينالتي ذكرت أنهم تعرضوا للخطف، وأخرى قالت إنهم تعرضوا للسلب.
وشهد مدخل محافظة السويداء من جهة قرية الصورة الكبيرة، استنفاراً من الفصائل المحلية، لتحذير المدنيين من خطورة المرور على الطريق، نتيجة الاعتداءات التي يشهدها الطريق.
شهبا تطرد الخارجين عن القانون
عقد أهالي مدينة شهبا شمال السويداء، اجتماعاً ضم المئات من مختلف الشرائح الاجتماعية في المدينة، للتباحث في وضع حد للخارجين عن القانون الذين يهددون السلم الأهلي، في ظل استياء شديد من تنامي أنشطتهم.
وأجمع المجتمعون على قرار طرد أربعة أشخاص من أبناء المدينة ينتمون لفصيل “فزعة فخر”، بسبب اعتداءاتهم على مواطنين من العشائر، مما تسبب بردود أفعال عشوائية وقطع للطرقات واستهداف للمارة، في انتهاكات طالت بعض أبناء المدينة على طريق دمشق السويداء.
واعتبروا أن هذه الخطوة تهدف إلى الحفاظ على أمن المدينة واستقرارها ونسيجها الاجتماعي.
وأكدوا أنهم لن يتهاونوا مع أي شخص يسعى لإثارة الفوضى وتعريض السكان للخطر، “ولو كان مختبئاً خلف شعارات رنانة”.
كما شددوا على ضرورة تكاتف المجتمع الأهلي في كل أرجاء المحافظة لوضع حدٍ للعابثين بمصائر الناس وأرزاقهم.
وعقب الاجتماع، توجه العشرات من الأهالي إلى منازل أفراد الفصيل المتورطين بالحوادث الأخيرة لتطبيق قرار طردهم خارج المدينة، ليتبين أنهم فرّوا منها، فتم التعميم على ضرورة الإبلاغ عنهم في حال تواجدهم داخل المدينة.