لكل السوريين

أسماء الشهور في عالمنا واختلاف التسمية بين المغرب والمشرق وإشكالية التسمية

نتداول في حياتنا الثقافي المعاصر ثلاث تسميات رسمية معتمدة موزعة على أقطار الوطن العربي، ومشكلة تعداد أسماء الشهور تبدو واضحة وجلية في النظام الشمسي، لأنه متداول أكثر من القمري لأن الاستخدام للتقويم القمري يبقى محدود، حيث يتداوله الناس تداولا شعبياً لا رسمياً.

ولا توجد مشكلة في الشهور القمرية، لأنها ثابتة في كل البلدان العربية على النحو الآتي (محرم – صفر – ربيع الاول – ربيع الثاني – جمادى الاولى – جمادى الثانية – رجب – شعبان – رمضان – شوال – ذو القعدة – ذو الحجة).

أما المشكلة الحقيقة فتكمن في تعدد أسماء الشهور الشمسية الرسمية في الاقطار العربية، حيث تعود أصول التسميات الى مرجعيات مختلفة، فمنها ما يعتمد في تسمية الشهور على أصول تاريخية مثل العراق، حيث تعود أصول تسمية الشهور الرسمية للحضارة البابلية، وهناك مرجعيات تعود الى الاحتلال الاستعماري الذي تعرضت له هذه الدول والاقاليم، كدول المغرب العربي الذي تعود مرجعية تسميه الشهور الرسمية الى الاحتلال الفرنسي.

ولا شكل ان هذا الاختلاف في التسمية وكثرة التسميات تسبب مشكلا معرفيا وعوائق في التواصل بين الناس، حيث ان هذا معناه على الانسان العربي أن يحفظ هذه الاسماء المتعددة، لكي يتمكن من التواصل مع مواطن عربي من قطر آخر رغم أنهما ينتميان الى نسق ثقافي مشترك في كل تفاصيله.

ولو غادرنا البعد المعرفي لتلك الاسماء لوصلنا الى البعد الرمزي الثقافي، نلاحظ انها تحمل إشارة إلى التشرذم والفرقة الثقافية التي لا مسوغ لوجودها واستمرارها.

إن الدعوة الى اقتراح تسميات عربية للشهور الشمسية لها مسوغها، لأن التسميات الموجودة مستقاة من التسميات الغربية، وهي ليست موضع اتفاق بين الغرب، أنفسهم فالفرنسيون يسمون الشهر الاول (جانفي ) فيما يسميه البريطانيون (يناير)،ويطلق الفرنسيون على الشهر السادس (جوان )في حين يسميه البريطانيون (يونيو).

فاذا كنا نؤمن حقا بأننا أمة واحدة يحكمها نسق ثقافي مشترك، فعلينا العمل على توحيد انظمتنا ورموزنا لتسهيل التواصل المعرفي بين أبناء الأمة وتفعيلاً لرمزيتها الثقافية.