لكل السوريين

شذرات من تاريخ السينما السورية 3

إعداد: القسم الثقافي

بدأت المحاولات السينمائية الأولى بعرض صور متحركة في مدينة حلب عام 1908عن طريق أشخاص قدموا من إحدى الولايات العثمانية.

ولكن بداية المحاولات السينمائية الفعلية كانت في عام 1912، حيث عرض حبيب الشماس صوراً متحركة في المقهى الذي كان يستثمره في ساحة المرجة بدمشق، وكانت آلة العرض تدار باليد، وكان الضوء فيها يتولد من مصباح يعمل بغاز الاسيتيلين.

ثم بدأ الانتاج السينمائي بصورته الحديثة عام 1928، بفيلم المتهم البريء.

نداء الواجب وأفلام أخرى

بعد إنتاج فيلم تحت سماء دمشق توقفت شركة “هليوس فيلم”، عن العمل لمدة خمس سنوات، واستمر أيوب بدري بتصوير أفلام صامته باسم شركة “حرمون فيلم”.

ومن هذه الأفلام فيلم “نداء الواجب” الذي مثل فيه مع راقصة تدعى كريستين، وبعض الشباب الراغبين بالظهور على الشاشة.

ثم قام بتصوير فيلم آخر عن ثورات فلسطين ضد الانكليز، وأدخل عليه مقاطع مصورة أخدها من أفلام أجنبية كمشاهد “انفجار القنابل وسير الدبابات والمناورات عسكرية”.

ولما كانت أفلامه صامته، فقد كان يأتي هو وبعض رفاقه إلى الصالة، وأمامهم ميكروفون يتكلمون أمامه، ويقلدون الأصوات ليوهموا المتفرجين بأن الفيلم ناطق.

ورغم الانتقادات التي وجهت لأعماله، لعدم ارتكازه على أسس علمية، إلّا أن حماسة بدري الكبيرة للسينما دفعته للاستمرار.

وفي عام ١٩٣٨ كان في دمشق مصور فوتوغرافي من بلغاريا يدعى جورج أرسوف، وكان يمتلك آلة تصوير سينمائية من صنع روسي، وقد عمل مع الفنان زهير الشوا في تصوير فيلم “الغرام عند العرب” لصالح شركة “الغندور وشركاه اللبنانية”، وقد صوروا الكثير من المشاهد بين زحلة ورياق ودمشق، وتوقف العمل بسبب خلاف بين الشركاء.

وفي شهر تشرين الثاني من عام ١٩٤٧، قام نزيه الشهبندر بإنشاء استديو في صالة الهبرا القديمة بحي باب توما، وجهزه بمعدات للتصوير والصوت والإنارة الكهربائية والطبع والتحميض.

وما يثير الدهشة أن معظم هذه الآلات والمعدات كانت من تصميمه وصنعه، وباشر بتصوير أول فيلم سوري ناطق، حيث أنتج قصة طويلة بفيلم أطلق عليه اسم “نور وظلام”.

ومنذ تلك الفترة بدأت مرحلة إنتاج الأفلام السورية الناطقة.