لكل السوريين

الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل تتصاعد.. وكسر قواعد الاشتباك يهدّد باندلاع حرب شاملة بينهما

تحقيق/ لطفي توفيق

في ظل العدوان الإسرائيلي المدمر على قطاع غزة، يتبادل حزب الله اللبناني وفصائل فلسطينية موجودة في لبنان، مع جيش الاحتلال قصفاً شبه يومي أسفر عن قتلى وجرحى من الجانبين، إضافة إلى ضحايا مدنيين لبنانيين.

ويشير تصاعد الاشتباكات في الآونة الأخيرة إلى تزايد احتمالات تحوّلها إلى حرب شاملة رغم ما قيل ويقال في الأوساط الدولية عن ضعف احتمالات نشوب مثل تلك الحرب.

كما يتصاعد الحديث في العديد من عواصم الدول الكبرى عن احتمال انتقال الحرب على قطاع غزة، إلى الحدود الإسرائيلية اللبنانية إذا تم التوصّل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة.

وكان نتنياهو قد قال إن “إسرائيل مستعدة لإعادة الأمن إلى الشمال بأي وسيلة ضرورية، وإذا لم يتم ذلك من خلال الدبلوماسية أو السياسة، فسيتم ذلك من خلال استخدام القوة العسكرية”، وهدّد العديد من القادة الإسرائيليين بشنّ حرب واسعة غلى لبنان واجتياحه برياً.

ومع أن حزب الله يواصل تمسكه بما يعرف بقواعد الاشتباك بينه وبين إسرائيل، عبر التركيز على أهداف إسرائيلية محددة، يرى محللون عسكريون أن الجانبين باتا على شفا حرب شاملة، مع كسر هذه القواعد من قبل إسرائيل وتزايد الاشتباكات كمّاً ونوعاً.

كسر قواعد الاشتباك

كسرت إسرائيل قواعد الاشتباك بينها وبين وحزب الله، وامتدت عملياتها العسكرية إلى العمق اللبناني، وأغارت طائراتها على مدينة الغازية الملاصقة لصيدا على أوتوستراد الجنوب الرئيسي، للمرة الأولى منذ بدء الاشتباكات بين الطرفين.

ومع إسقاط حزب الله لمسيرة إسرائيلية من نوع “هرمز 450” المتطور بصاروخ أرض جو فوق منطقة إقليم التفاح الواقعة على بعد نحو عشرين كيلومتراً من الحدود، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات على بعلبك شرق لبنان لأول مرة منذ انتهاء الحرب بين الطرفين عام 2006، وبعد ساعات، أطلق الحزب عشرات الصواريخ على مقر قيادة فرقة عسكرية إسرائيلية في الجولان.

ويشير كسر إسرائيل لقواعد الاشتباك المستمر، إلى عزمها على تنفيذ مخططها المتمثّل في ضرب منشآت وبنى تحتية لحزب الله خارج منطقة الجنوب، تزامناً مع تصريحات إسرائيلية تصعيدية، جاء آخرها على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت الذي قال “بحال التوصل إلى هدنة مؤقتة بين إسرائيل وحركة حماس، فلن تشمل المواجهات مع حزب الله في الجنوب اللبناني”.

هجمات متبادلة

أعلن حزب الله أنه شن ثماني هجمات على تجمعات ومواقع إسرائيلية قبالة الحدود اللبنانية، واستولى على مسيرة إسرائيلية.

وقال الحزب إن مقاتليه استهدفوا جنود الاحتلال في مستعمرة إيفن مناحيم ‏وأوقعوهم بين قتيل وجريح، كما استهدفوا تجمعاً آخر للجنود في حرش راميم، وحققوا إصابات مباشرة فيه.

كما قصف الحزب اللبناني تجمعات للجنود الإسرائيليين في شوميرا وموقع البغدادي ومثلث الطيحات، وموقع السماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وأكد إصابة عدد من جنود العدو.

وأطلق صواريخه باتجاه ثكنة زبدين في المزارع، كما هاجم بصاروخ “بركان” موقع رويسات العلم في المنطقة.

وفي المقابل، شنت الطائرات الحربية والمسيّرات الإسرائيلية سلسلة غارات على بلدات عيترون ويارون في قضاء بنت جبيل ومحيط العديسة، مستهدفة منازل عدة مما أدى الى تدميرها.

وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت غارة جوية على حي أبو اللبن في بلدة عيتا الشعب بقضاء صور الساحلي، وقصفت طائرة مسيرة إسرائيلية تلة العويضة قرب بلدة كفركلا، في قضاء مرجعيون.

نوايا مبيتة

في الوقت الذي يرى فيه بعض المراقبين أن الحرب الواسعة بين إسرائيل ولبنان ماتزال ضمن الخطوط الحمراء، وأن قوى دولية ستحول دون تفجّر الموقف، يعتبر آخرون أن إسرائيل تهيئ المسرح للقيام بعملية عسكرية برية واسعة في لبنان.

ويستند هؤلاء، إلى التصريحات الإسرائيلية المتتالية حول العزم على القيام بمثل تلك العملية الواسعة، كما يستندون إلى الرسالة التي وجهها وزير الخارجية الإسرائيلي إلى مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي، بشأن الوضع على حدود إسرائيل مع لبنان، ونبّه فيها إلى أنه إذا لم يوقف المجلس حزب الله، فإن إسرائيل ستقوم بذلك وقال “إن إسرائيل سوف تفرض الأمن على حدودها الشمالية عسكرياً، في حال لم تطبِّق الحكومة اللبنانية القرار 1701، وتمنع الهجمات من حدودها على بلاده”.

واعتبر مراقبون لبنانيون أن هذه الرسالة تمثل تهيئة للمجتمع الدولي وللرأي العام العالمي، لتقبل قيام إسرائيل بعملية واسعة يرون أن إسرائيل ستقوم بتنفيذها في لبنان عندما تفرغ من حربها على قطاع غزة وتتحول إلى الجبهة اللبنانية.