لكل السوريين

أبراجُ “قلعة جعبر” على شفا تآكلٌ وانهيار

لا شك أن حضارة أي بلد تقاس بمعالمه الأثرية وغلوّها في التاريخ، وأن أكثر الحضارات قامت حول ضفاف الفرات .

مما يفسر غنى مدينة الرقة بالكثير من هذه المعالم ، كقصر البنات ،وسور الرقة الأثري، والرصافة وقلعة جعبر التي تنسب لجعبر بن سابق القشيري، إلا أن هناك من يرجعها لما قبل الإسلام، حيث كانت تدعى بالدوسرية نسبة لدوسر غلام النعمان بن المنذر، فيما يرى أخرون انها تأسست في عهد الدولة الأيوبية “نور الدين الزنكي “654/م1168”.

تقوم القلعة على هضبة كلسية بيضوية الشكل، وفي وسطها مسجد ما زالت مئذنته شاهقة، فيما يحيط بها سوران ضخمان و35برجا، انهار معظمها أما ما بقي من هذه الأبراج هي عرضة للانهيار أيضا، حيث ظهر فيها تشققات كبيرة وتآكل في قواعدها وخاصة في برج الغريب، والبرج رقم 11 فنتيجةٌ لوقوع القلعة في بحيرة الفرات، أدى لتعرضها للكثير من العوامل الطبيعية كالرطوبة، والأمطار، والزلازل، هذا ما أكده زردشت عيسى المسؤول في مكتب الآثار بالطبقة .

حيث أضاف أن القلعة تعرضت منذ 2011للنهب على أيدٖ الجماعات الإرهابية المسلحة ولتشويه معالمها وتحويلها لمعتقل ومعسكرات تدريب من قبل تنظيم الدولة (داعش).

وعند سؤاله من قبل مراسل “السوري “عن دور اليونسكو وما إذا كانوا قد تواصلوا معها قال: منذ عشر سنوات توقفت بعثات الصيانة التي تقوم بها اليونسكو، ومن جهتنا كإدارة مدنية ديمقراطية، شكلنا مديرية السياحة وحماية الاثار، التي تعمل على صيانة المواقع الاثرية وحمايتها، بحسب إمكانياتنا المتاحة.

وقد ناشد العيسى اليونسكو والمنظمات المعنية بحماية الآثار النظر في هذه المواقع، حيث تقع المسؤولية على عاتق الجميع. آملاً إرسال البعثات والخبراء للقيام بحماية هذه الآثار سواءً بتدريب الخبرات المحلية من قبل خبراء معتمدين لدى المنظمة، او الدعم المادي، حيث لا نستطيع تحمل أعباء التكاليف المادية بحسب قوله .

ويرى زردشت أنه يوجد حلول إسعافيه يمكن القيام بها بالاعتماد على الخبرات المحلية حيث تُعزل الأبراج وتحقن التشققات بمادة الجص الاسمر إلا أن الهاجس الأكبر لدى المسؤول تغيير المعالم الأثرية مؤكدا على ضرورة التواصل مع اليونسكو .

الجدير بالذكر ان زردشت عيسى تطرق في لقاءا صحفيا مؤرخا ب2019/8/8 لموضوع التشققات في الأبراج!

 

أحمد العلي