أثار الهجوم على بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، موجة من التساؤلات حول أهدافه وتبعاته على الوضع المتوتر في المنطقة.
وتبادل حزب الله اللبناني وإسرائيل الاتهامات بتنفيذ الهجوم الذي وقع خلال ساعات الليل وأسفر عن استشهاد اثني عشر طفلاً وإصابة عشرات آخرين.
ورفض سكان البلدة استقبال الوزراء والمسؤولين الإسرائيليين الذين توافدوا عليها للمشاركة في تشييع شهدائها، وطالبوهم بالمغادرة.
وقالت القناة الـ 13الإسرائيلية إن محتجين غاضبين من البلدة صرخوا في وجه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش “ارحل من هنا، يا مجرم، لا نريدك في الجولان”، وأجبروه على الرحيل.
وذكرت القناة أن أعضاء الكنيست قوبلوا باستنكار كبير من قِبل أهالي البلدة، الذين اعتبروا قدومهم إلى البلدة للدعاية، ووصفوهم بالقتلة.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن زيارة وزراء ومسؤولين من حزب الليكود، قوبلت بصيحات استهجان من أهالي البلدة “جئتم للرقص على دماء أطفالنا”.
ارتباك إسرائيلي
يرى محللون إسرائيليون أن شن تل أبيب الحرب على لبنان بذريعة الهجوم على مجدل شمس باتت حتمية، وتوافقت أغلب التحليلات على أنه بعد تبادل الضربات بين إسرائيل وحزب الله، حان الوقت لتغيير قواعد اللعبة.
وجاءت هذه التحليلات في أعقاب تصريحات قادة إسرائيليين، على رأسهم وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان، هددت بتوجيه ضربة واسعة في لبنان، على خلفية الهجوم على بلدة مجدل شمس.
ورغم استمرار قرع طبول الحرب الشاملة على لبنان في وسائل الإعلام الإسرائيلية، ودعم تصريحات المسؤولين الإسرائيليين لهذه التصريحات، ترجح تقديرات لمحللين إسرائيليين أن الرد الإسرائيلي لن يكون واسعاً بسبب الخلافات داخل الجيش الإسرائيلي حول طبيعة الرد، والصراعات على مستوى القيادة السياسية، والقلق من أن يؤدي الرد الإسرائيلي إلى حرب شاملة مع حزب الله.
بينما يعتقد محللون آخرون أن السيناريو الأكثر نجاعة “لتوفير الحل النهائي وضمان الهدوء على الجبهة الشمالية هو إقدام إسرائيل على توجيه ضربة قاتلة لدولة لبنان، على أن تكون تل أبيب مستعدة لدفع الثمن على جبهتها الداخلية”.
وتهديد إيراني
حذرت إيران إسرائيل من مغبة مهاجمة لبنان، وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان “تحذر طهران من تداعيات غير متوقعة لأي مغامرات جديدة من الكيان الصهيوني تجاه لبنان بذريعة حادث مجدل شمس”.
وأضاف البيان “أي خطوة حمقاء من جانب الكيان الصهيوني يمكن أن تؤدي لتوسيع رقعة الأزمة والحرب بالمنطقة”.
وذكرت الخارجية الإيرانية أن إسرائيل “تسعى عبر طرح سيناريوهات وهمية إلى تشويش الرأي العام بشأن جرائمها في غزة”،
وفي السياق نفسه، حذر القائد الأسبق للحرس الثوري محسن رضائي القادة الإسرائيليين من أنهم سيغوصون في مستنقع أخطر من مستنقع غزة في حال أقدموا على مهاجمة لبنان.
وفي وقت سابق من الشهر الماضي، قالت إيران إنها لن تتوانى في الدفاع عن لبنان ضد أي مغامرة إسرائيلية.
وأكد الرئيس الإيراني دعم بلاده لحزب الله اللبناني، واستنكر في رسالة وجهها إلى حسن نصر الله، “سياسات الحرب والسياسات الإجرامية التي تنتهجها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني والشعوب الأخرى في المنطقة”.
وتحذيرات دولية
دعا الاتحاد الأوروبي إلى تحقيق دولي في حادث مجدل شمس، وحذر من تداعياته على الوضع المتوتر في المنطقة.
وحذر مسؤولون أمميون من أن تفاقم الاشتباكات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي قد يقود المنطقة إلى كارثة تفوق التصور.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كل الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي تصعيد وأضاف “يجب وقف تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق فوراً وعلى كل الأطراف الامتثال لالتزاماتها بالقانون الدولي”.
وبدوره دعا منسق الأمم المتحدة في لبنان إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، وقال إن التواصل مستمر مع الجانبين اللبناني والإسرائيلي بهدف خفض التوتر عند الخط الأزرق.
ونقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين أن “إدارة الرئيس بايدن قلقة جداً من أن يؤدي هجوم مجدل شمس إلى حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله”.
بينما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده تدين كل الهجمات الإرهابية، وأكد وقوفه “إلى جانب المقاومة والمقاومين الذين يواجهون الاحتلال والإجرام الإسرائيليين”.