اللاذقية/ سلاف العلي
المواطن لا يعلم إذا كان الموظف المداوم في الصيدلية صيدلانيا أم لا، ليقرر حينها بالوقوف على تلك القضية ومعرفة ما يدور في الصيدليات من مخالفات كبيرة قد تضر بصحة المواطنين، وخاصة بعد انتشار شكاوي كثيرة بوجود أشخاص غير مؤهلين ولا يحملون شهادات في الصيدلة، يداومون بدل من الصيدلاني المؤهل في حال تغيبه، وقانونيا يجوز للصيدلاني المسؤول تعين مساعد صيدلاني يداوم معه لكن ليس وحده، وإن مراقبي مديرية الصحة باللاذقية يأتون إلى الصيدلية ويعلمون الصيدلاني من مساعد الصيدلاني، ونجد حالات كثيرة من مساعدي الصيادلة يداومون في الصيدليات وحدهم ويصرفون الأدوية دون أي رقيب من الصيدلاني المسؤول، أو من مراقبي مديرية الصحة، ورغم ان بعضها لا تعلم ما هو الدواء الذي يسأل عنه، الشيء الذي يشكل خطورة على صحة المواطنين.
وفي أحد صيدليات الدعتور، سألنا الشاب الموجود بالصيدلية عن دواء لمرضى القلب، حيث لا يسمح بإعطائه إلا بوصفة طبية، لكنه لم يعرفه ولم يعثر عليه، فسألناه إذا هل هو صيدلاني؟ فأجاب: لا، أنا طبيب أسنان، وسألنا فيما إذا مديرية الصحة تقوم بجولات تفتيشية على هذه الصيدلية، لان هذا مخالف للقانون؟ فأجاب بتهكم الصحة معها دوار دهليزي وغير ملتفة الا على جيوبها، وحضر شاب اخر من الشارع، وبدأ الشابان البحث عن الدواء ومراجعة الكتاب الخاص بالأدوية، واعتذرا على أن صاحبة الصيدلية تعلم بهذا الدواء أكثر.
وفي أحدة صيدليات الزراعة باللاذقية حيث وجدنا طبيبا آخر يصرف الأدوية في صيدلية زوجته، واعترف بأن ما يفعله ممنوع حسب القانون، لكنه يجد لنفسه مبررا بأنه يساعد زوجته، وأخبرنا أن مراقبي مديرية الصحة يعلمون بأمره، ما يعني تغاضي المراقبين عن بعض المخالفات الخطيرة التي تحصل في الصيدليات.
وفي صيدلية مجاورة، حيث كان الموظفة فيها صبية صغيرة، وعند السؤال عن صاحب الصيدلية، اجابت لقد ذهبت لإحضار بعض الأغراض، وهي تبيع الأدوية السهلة، وإذا كان المريض يريد الدواء بشكل سريع فهي مستعدة لإعطائه إياه، وهي ليست طبيبة يمكنها معرفة بعض الأدوية كما أنها ليست مساعدة صيدلاني.
السيدة الهام وهي صيدلانية في منطقة الشيخ ضاهر باللاذقية اكدت: ان دائرة الرقابة في مديرية صحة اللاذقية انهم يقومون بجولات مكثفة على الصيدليات في انحاء المحافظة، لكنها ليست دورية وغير منتظمة، وعمليا الجميع يعرف بوجود تجاوزات، ومن غير المسموح ان يدير صيدلية شخص غير مؤهل، ولا يجوز لمساعد صيدلي أن يتواجد في الصيدلية بدون الصيدلاني المسؤول، اما نقابة الصيادلة فدورها في ظل المخالفات التي تحصل في الصيدليات، فلا تملك سلطة واسعة على تلك الصيدليات كمهام تفتيشية ورقابة، والتفتيش لا يتم الا من خلال مجلس تأديبي، بعد رفع شكوى لمجلس النقابة ومجلس النقابة يحول الصيدلي لمجلس تأديبي، والمفتش الميداني عنده سلطة قضائية، لكن العدد غير كاف من المفتشين، ولفتت الانتباه الدكتورة الهام ، الى : استمرار بيع أدوية ببعض الاحياء وبعض القرى في محلات تجارية وبقاليات ، ولا تزال ظاهرة بيع بعض المستحضرات والتشكيلات الدوائية مستمرة ببعض محلات المواد الغذائية، إذ يعتاد المواطنون على التردد على الدكاكين التي تروج هذه العناصر الدوائية بشكل خفي وبالتقسيط، بما يجعلها دائما في تعامل مع زبائن يرغبون في اقتناء عينات من دواء بعينه، خصوصا المصنفات الدوائية الموجهة أساسا لعلاج الزكام والصداع وبعض المسكنات وادوية مضاد الاسهال والإقياء ومضاد التشنجات وبعض المراهم الجلدية وبعض مستحضرات التجميل، وجميع الصيادلة يؤكدون على أهمية الغاء الاستمرارية في الترويج لبعض العلامات الدوائية في تلك المحلات، وإنهاء رواج الأدوية خارج الصيدليات بشكل قطعي، وأشارت الى ان المبدأ هو أن الأدوية تصنع في معمل الادوية ثم تحال على الموزع النائل للترخيص والذي يقوم بتوزيعها على الصيدليات المكلفة بتوفيره لفائدة المواطنين باعتباره مادة حيوية، حيث ان كل ما هو خارج هذه السلسلة من ممارسات وفاعلين فهي تحيل على أمور تخالف ما ينص عليه القانون في مسألة توزيع مختلف التشكيلات الدوائية وجعلها من اختصاص الصيدلاني لا غير، بمعنى أن لجوء فاعلين بقطاعات أخرى إلى ترويج الأدوية ممنوع.
السيد غسان الصيدلاني في احدى القرى بريف اللاذقية أكد وأضاف: لقد كثرت في الآونة الأخيرة منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي من أشخاص يطلبون فرصة تدريب وعمل في الصيدليات، وهم ليسوا مجازين من كلية الصيدلة، أي أنهم غير مهنيين، ويعطون ادوية لبعض الامراض بشكل غير دقيق وغير محسوب.
هذه المواقف انتجت أخطاء كارثية، وتكشف عن اعتقاد بعض الأشخاص بأن المهنة لا تتعدى كونها بيع دواء، دون الالتفات إلى التداخلات الدوائية بين الأدوية الموصوفة، والتي من واجب الصيدلاني أن يلاحظها إذا غابت عن ذهن الطبيب، وأيضا سؤال المريض عن الأمراض التي يعاني منها للتأكد من أن الأدوية الموصوفة لا تتداخل مع حالته الصحية، بالإضافة إلى إعطاء المريض الملاحظات والنصائح حول كيفية أخذ الدواء، والجرعة الصحيحة، والوقت المناسب.
انتشار هذه الظاهرة أصبح من الضروري ايقافها وتشديد الرقابة لكشف كل من يعمل داخل صيدلية دون أن تكون شهادته من كلية الصيدلة، ويجب التأكد من الشروط المفروض تواجدها بكل صيدلية، ولدى وجود شخص غير مؤهل أي ليس صيدلانيا، يحاسب الصيدلاني الأساسي ويحال لمجلس تأديبي، أما إذا وجد مساعد أو محاسب لا توجد مشكلة، لكن يجب أن يكون الصيدلاني هو المسؤول عن صرف الوصفات الطبية، وإلا يعتبر الأمر مخالفة، وإذا تسبب الشخص غير المؤهل بخطأ طبي، يقع الخطأ على صاحب الترخيص أي صاحب الصيدلية الأساسي، فعند وصول الشكوى للنقابة من الطبيب أو المريض أو أي مواطن، تستدعي النقابة الصيدلاني والشخص المتواجد معه، وتتم مخالفتهم وتغريمهم وإحالتهم للمجلس التأديبي، إذ توجد لجان مشتركة بين نقابة الصيادلة ومديرية الصحة، ولجنة الرقابة الدوائية، يقومون بجولات دورية أسبوعية على الصيدليات أو بناء على وجود شكوى.