لكل السوريين

في ظل تمسك “الأسد” بعقليته القديمة.. ألا يشفع للإدارة الذاتية ما قدمته حتى يتم الاعتراف بها؟

على الرغم من مرور أكثر من ستة أعوام على تأسيسها إلا أن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا لا تزال تواجه تحديات جمة حتى تتمكن من الوصول لمنصة الاعتراف السياسي الإقليمي والدولي، ومن أبرز تلك التحديات العقلية الشوفينية التي يتمسك بها الرئيس السوري بشار الأسد حيال سوريا القوموية، ولا سيما بعد أن أيقن الجميع أن سوريا وطن متعدد القوميات والثقافات.

واستطاعت الإدارة الذاتية أن تخلق نسيجا اجتماعيا أعطى صورة لاقت رضىً تامًا من أغلبية السوريين حيال التماسك الاجتماعي في شمال شرق البلاد”، ولا تزال تواجه تحديات كبيرة، تكمن في عدو تركي يحاول إجهاض مشروعها الديمقراطي وحكومة مركزية شددت كافة وسائل إضعافها، وقوى إقليمية مرتهنة لأعدائها، وصلت لاتهامها بالانفصال عن البلاد.

وتأسست الإدارة الذاتية منذ عام 2014 واستطاعت أن تحضن جميع مكونات شمال وشرق سوريا وحمت ابناء شعبها من الإبادات، وحافظة على قيم وحقوق كافة المكونات عبر نظامها الديمقراطي البديل للنظام الأحادي.

وتمكنت الإدارة الذاتية خلال عملها الدؤوب بافتتاح 8 ممثليات في الدول الأوربية حتى الآن، وهي السويد والدانمارك والنرويج وفنلندا، وألمانيا وفرنسا، هولندا وبلجيكا، ولوكسمبورغ سويسرا، وبلاروسيا، وفي الدول العربية في كل من لبنان والعراق والإمارات العربية المتحدة، ومصر.

على الرغم من ذلك لا يزال التغاضي عن مشاركة الإدارة الذاتية بشكل رسمي في اجتماعات اللجنة الدستورية السورية في الأوساط الدولية، وعدم الاعتراف بها بشكل رسمي، ليست فقط من قبل الدول الخارجية، وإنما من حكومة هولير التي كان من المتوجب أن تكون الداعم الاساسي لها.

وبالنسبة للتحديات من قبل العدو التركي، فإنها تتلخص في عدة مجاميع، أبرزها أنه جعل المعارضة المأجورة لديه تتخلى عن أكثر من 60% من مساحة البلاد لصالح الحكومة، وشن بنفسه أكثر من عدوان عسكري نجم عنه احتلال مساحات شاسعة في سوريا، قدرتها بعض وسائل الإعلام بأنها تزيد عن مساحة دولة لبنان بمقدار الضعف.

أما التحديات التي تخلقها حكومة دمشق المركزية، فهي كثيرة، فمن تصريح رسمي باتهامها بالانفصالية إلى تشديد النبرة الإعلامية حيالها وحيال مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية الذين دحروا تنظيم داعش الإرهابي من سوريا، بعد أن كانت الحكومة قد تركت المنطقة تواجه التنظيم الذي ارتكب أبشع أنواع الانتهاكات بحق السوريين فيها، حيث لم يفرق التنظيم بين كردي ولا عربي في المجازر.

وعلى الرغم من كل هذه التحديات إلا أن الإدارة دائما تدعو إلى الحل الشامل الذي ينهي معاناة السوريين المستمر منذ قرابة عقد من الزمان.

ومع أن هناك تواجد لممثليات الإدارة في عديد من دول العالم إلا أن الاعتراف الرسمي لم يصدر بعد، وعدم مشاركتها في اجتماعات لجنة الدستور يؤكد أن هناك أطرافا لا تريد حل الأزمة السورية، وفي مقدمتها دمشق، وبعض القوات الإقليمية كتركيا وإيران وروسيا.

ولا يزال الأسد يتناول الموضوع السوري بنظرة ما قبل الأزمة، ويصر على إنكار التنوع السائد الموجود في سوريا، والذي لا يعبر عن الانفتاح الواجب توفره لدى كل الأطراف التي تدعي حرصها على مصلحة سوريا وشعبها.