لكل السوريين

الأمطار تنعش محصول القمح. ما سيجني المزارعون في ظل تسعيرة قليلة للمحصول

حماة/ جمانة الخالد

أنعشت الأمطار التي هطلت خلال شهري آذار ونيسان المحاصيل الزراعية في حماة، وأهمها القمح الذي يبشر إنتاجه المتوقع بكميات جيدة.

وتبلغ  المساحات المزروعة بالقمح في حماة 25252 هكتاراً مروية و20778 هكتاراً بعلية، ويقدر إنتاجها بنحو 90 ألف، كما أن وضع المحصول حتى الآن جيد، والإصابات الحشرية والمرضية لم تبلغ العتبة الاقتصادية، ولا تعد عامل خطورة، فهي قليلة في معظم المساحات.

وشكلت مديرية الزراعة في حماة 9 لجان لمراقبة الآفات التي تصيب القمح مثل دودة الزرع وصدأ القمح والسونة، مؤلفة من عناصر الدوائر الزراعية في مصياف وحماة وحر بنفسه والصبورة والحمرا وكفر زيتا ومحرده وصوران وسلمية، وقد كشفت هذه اللجان على الحقول في مجال عمل كل منها، وتبين وجود إصابات قليلة بدودة الزرع في بعض الحقول البعلية ولكنها دون العتبة الاقتصادية. وقد كافحت الفرق الهندسية الزراعية الحقول المصابة بالتعاون مع الفلاحين في الوقت المناسب.

وأما في منطقة الغاب، فبلغت المساحات المزروعة بالقمح، 25958 هكتاراً منها 50781 هكتاراً مروية و2177 هكتاراً بعلية، على حين كانت الخطة المقررة للموسم الحالي زراعة 52725 هكتاراً، أي بنسبة تنفيذ تجاوزت 100 بالمئة.

ويبلغ الإنتاج المتوقع في أرياف حماة نحو 138 ألف طن، على حين حددت اللجنة الاقتصادية سعر القمح ب٢٥٠٠ و٣٠٠ليرة مكافأة توريد وزراعة، ليصبح السعر ٢٨٠٠ ليرة.

وتقدر كميات الإنتاج بحسب المنطقة والأرض. فالمساحات المزروعة مقسمة لعدة أقسام ومصنفة من الجيدة للضعيفة، فمنها 27700 هكتار جيدة الإنتاج، و22720 هكتاراً متوسطة، و2528 هكتاراً ضعيفة، وسبب ذلك تعرض المحصول لعدد من الإجهادات خلال الفترة السابقة، وهو ما أدى إلى آثار سلبية على النبات، ولاسيما تعرض المحصول بتاريخ 5/2/2023 إلى هطولات مطرية غزيرة جداً خلال فترة زمنية قصيرة، أدت إلى غمر مساحات كبيرة نسبياً، الأمر الذي نتج عنه انتشار أعفان الجذور بشكل جزئي. كما تعرض المحصول لانقطاع في الهطولات المطرية لفترة طويلة «أكثر من شهر»، ما أدى إلى تأخر النبات في مرحلة النمو الخضري.

كما أدت الرياح العاصفة التي هبت بالمنطقة بتاريخ 29/3/2023، إلى أضرار ميكانيكية على الأوراق، وبعض الحقول كانت أضرار الرياح فيها كبيرة جداً وخصوصاً الحقول الطرفية حيث كان الضرر على معظم المجموع الخضري، هذا بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة بعد هطول الأمطار بتاريخ 12/4/2023 وهو ما أدى إلى وجود بيئة مناسبة من حرارة ورطوبة لانتشار الأمراض الفطرية والحشرات، إضافة لعوامل أخرى مثل عدم تطبيق دورة زراعية مناسبة، وتكرار زراعة المحصول ولعدة سنوات في الحقل نفسه، ما أدى إلى انتشار بعض الآفات الحشرية مثل دودة الزرع وغيرها، وضعف في خصوبة التربة وقلة إضافة الأسمدة اللازمة لتعويض ذلك الضعف، نتيجة ارتفاع أسعار الأسمدة وعدم قدرة المزارعين على تحمل تكاليفها، ما أدى إلى ضعف في نمو المحصول وبالتالي ضعف في الإنتاج.

وتعمل هيئة تطوير الغاب كل ما بوسعها وبالتعاون مع الفلاحين، على مكافحة حشرة السونة في حقول القمح والنطاطات على أطراف الحقول والطرق وخطوط الري. وقد كافحت أكثر من 320 هكتاراً على أطراف طرق ومصارف وأطراف حقول ضد حشرة السونة والنطاطات، وأكثر من 100 هكتار من القمح مصابة بالأصداء.

ومن جانبهم، بيَّنَ العديد من الفلاحين أن تسعيرة القمح التي حددتها الحكومة ب ٢٨٠٠ ليرة للكيلو لا تغطي تكاليف إنتاجه، لكونهم اشتروا نحو 80 بالمئة من مستلزمات الإنتاج من السوق السوداء. ويطالبون بتعديل تلك التسعيرة في مؤتمر الحبوب المقبل إلى نحو 4500 ليرة، لتكون مشجعة لهم على زراعة القمح بالموسم المقبل.

ويؤيد اقتصاديون مطلب الفلاحين، وبيَّنَ أن تسعير قيمة القمح بناء على احتساب التكلفة مع هامش ربح للفلاحين سياسة اقتصادية لها آثارها السلبية. فهو لا يشجع المزارعين على تطوير وسائل الإنتاج لزيادة الكميات ويتجهون فقط لزراعته بعلاً. كما سيتم تهريب جزء من المحصول لبيعه خارج مؤسسة الحبوب ما يعني انخفاض مخزون القمح، وزيادة حجم الفجوة في سد احتياج البلد من الطحين، والاضطرار لاستيراد القمح بأسعاره العالمية ما يعني ضغطاً أكبر على سعر صرف الليرة.

ويكمن الحل في رفع سعر شراء القمح من المزارع لجذب أكبر كمية من القمح لتخفيف الأزمة في نقص الكمية. وأن الزيادة في القيمة سوف تدور في الاقتصاد الوطني عبر تحسين وسائل الإنتاج كتركيب طاقة شمسية لاستجرار المياه، ما يؤدي إلى زيادة الإنتاج في الأعوام القادمة، أو شراء أي مستلزمات تحرك الطلب الكلي في الاقتصاد الوطني.