اعتاد معظم أهالي محافظتي حمص وحماة على طبخ الأرز مع الدجاج في أول أيام شهر رمضان، لكن ارتفاع الأسعار دفع أغلبيتهم لتغيير هذا الطقس الرمضاني، وبعضهم أصبح يكتفي بشراء قطع من الدجاج بعد أن كان يشتري فروجًا كاملًا أو أكثر، حسب عدد أفراد الأسرة، خلال السنوات الماضية.
تقول آلاء وهي فتاة في الثلاثينيات من عمرها إنها اعتادت أن تحضّر الفروج مع الأرز في أول أيام رمضان، وهي وجبة تفتتح بها أسرتها المكوّنة من سبعة أشخاص هذا الشهر.
لم تعد عائلة آلاء قادرة على تحضير هذه الوجبة بذات الكمية، مع ارتفاع أسعار الفروج والأرز والبهارات وغيرها من متطلبات إعدادها، بعد أن وصل سعر كيلو الفروج الحي إلى 24 ألف ليرة سورية في أسواق حمص وحماة، وهو رقم غير مسبوق.
محمد شحادة وهو اسم مستعار لرجل يمتلك مسلخ فروج في حمص، قال إن سوق بيع الفروج تشهد ركودًا هذا العام مقارنة بموسم رمضان الماضي، إذ كان سعر الكيلو لا يتجاوز 8500 ليرة، بينما ارتفع سعره ثلاثة أضعاف هذا العام.
وأضاف، “خلال اليوم الأول من كل شهر رمضان كنا سابقًا نبيع كميات كبيرة، وهذا العام لم نبع سوى أقل من عشرة طيور خلال اليوم لتجار المسالخ”.، وأرجع محمد الركود لارتفاع أسعار الفروج، ما دفع السكان إلى الإحجام عن الشراء.
وتوقع عضو لجنة مربي الدواجن في سوريا حكمت حداد، ارتفاع أسعار الفروج في رمضان بنسبة 50% خلال الأيام الأولى من الشهر، وبرر ارتفاع سعر الفروج بارتفاع تكاليف التربية وقلة الإنتاج، ما أدى إلى قلة المعروض، مشيرًا إلى أن زيادة الإقبال على الفروج في شهر رمضان سيزيد من الطلب على المادة وهو ما يزيد سعرها.
وحول لجوء الحكومة لاستيراد الفروج، قال المسؤول في تصريح لوسيلة إعلامية محلية، إن معظم المربين ضد الاستيراد، لأنه يستنزف القطع الأجنبي، موضحًا أن بإمكان المربين إنتاج كميات تكفي سوريا ثلاثة أضعاف حاجتها من الفروج في حال تم تأمين دعم للمربين، وتوفير مستلزمات الإنتاج من تدفئة وأعلاف.
تبلغ تكلفة شراء فروجين كاملين 100 ألف ليرة سورية، ستضطر أي عائلة إلى دفعه لتتمكن من تناول مثل هذه الوجبة ليوم واحد، في وقت لا يتجاوز فيه راتب الموظف في الحكومة السورية 250 ألف ليرة سورية.
ومعظم السكان أصبحوا يشترون الفروج بالقطعة، لعدم تمكنهم من شراء الفروج الحي بالمسالخ، ووصل سعر الكيلوغرام من فخذ الفروج إلى 27 ألف ليرة، ومن ظهر الفروج (السفينة) إلى 30 ألف ليرة، ومن سودة الدجاج إلى 35 ألف ليرة، ومن “الشيش” إلى 38 ألف ليرة.
ولم يقتصر الغلاء على أسعار الفروج، إنما شمل الأرز أيضًا، الذي ارتفع من ثمانية آلاف ليرة في رمضان الماضي إلى 17 ألف ليرة في رمضان الحالي، وتشهد السوق المحلية في سوريا ارتفاع الأسعار مع قدوم شهر رمضان، وزيادة الطلب على المنتجات الغذائية.