لكل السوريين

سرقة المعونات تزيد معاناة قاطني مخيمات إدلب في الشهر الفضيل

إدلب/ عباس إدلبي 

في ظل الغياب الممنهج لوضع المخيمات في الشمال السوري بدأ من التغطية الاعلامية والرعاية الصحية وغيرها، دأبت صحيفتنا على تغطية الواقع الاجتماعي في تلك المخيمات الممتدة على طول الحدود السورية التركية وسلطنا من خلال جولاتنا المكوكية والمستمرة الضوء على الواقع الخدمي والمعيشي وكشف الفساد والحياة الصعبة التي يمر بها النازح في تلك المخيمات…

وفي جولة جديدة طفنا بها حول تلك المخيمات في شهر رمضان للوقوف حول معاناة اهلنا في الخيام ورصدنا من خلال جولتنا آراء الناس واوضاعهم المأساوية.

بداية من مخيم عابرون الواقع على الحدود التركية في منطقة سلقين والذي يضم نحو ستمائة وخمسون عائلة معظمهم من ريف المعرة الشرقي والتقينا خلالها مع عدد من اهالي المخيم والذين عبروا من خلال حديثهم عن سخطهم وبغضهم لكل من سعى وتآمر عليهم وتسبب بترك بيوتهم وارزاقهم وجهز لهم تلك الخيام اللعينة.

لم يكن أبو عدي بهذا الوضع قبل النزوح فهو يمتلك العقارات والمحلات في بلده سنجار وكان وضعه المادي جيدا الا انه ترك بيته وارضه وهرب من بطش قوات النظام التي هدمت منزله عبر قصفها له بالبراميل المتفجرة وكما هو الحال ايضا مع ابو عمر والذي عبر لنا عن وجعه وكيف صار به الحال وهو ينتظر سلة غذائية تأتي إليه كل ثلاثة أشهر.

من مخيم عابرون قصدنا مخيم الارامل في بلدة اسقاط بالقرب من مدينة سلقين لرصد الحالة الانسانية التي تعيشها عدد كبير من الارامل في هذا المخيم الا ان حرس المخيم رفض ادخالنا ولقاء أحد قاطني المخيم واكتفينا بلقاء مدير المخيم السيد مقداد والذي بدوره اطلعنا على الواقع الخدمي والانساني في المخيم حيث قال.

ان الوضع الكارثي الذي يمر به الشمال الغربي لسوريا وخاصة بالمخيمات أصبح وضعا مزريا وذلك بالتوازي مع تخفيض عدد السلال الغذائية المقدمة من عدد من المنظمات بحجة تخفيض الدعم الكلي من جهة الدول المانحة وقد ناشدنا اغلب المنظمات بإعادة الدعم كما كان لان الاوضاع لم تعد تحتمل مزيدا من القهر والجوع وان اغلب سكان المخيم من الارامل لاتملك ثمن ربطة خبز ودون معيل لهم.

ان الوضع الانساني في المخيمات بات مزريا للغاية وقد ينذر بمجاعة حقيقية اذا ما بقي الحال على ماهو عليه حيث بلغ عدد المخيمات في احصائية اجرتها منظمة الاونروا اكثر من الف ومئتين مخيم وجميعها تعيش حالة صعبة من امراض وأوبئة وفقر وجوع وفساد ومحسوبية واستغلال وجشع دون اي رقابة.